الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [في قسمة الخمس]

صفحة 289 - الجزء 2

  وأما السهم الذي لرسول الله ÷ فهو للإمام المُحِقِّ يُنْفِق منه على عياله وعلى خيله وعلى غِلمانِه ويَصْرِفه فيما ينفع المسلمين ويوفر أموالهم.

  وأمَّا سهم قربي رسول الله ÷ فهو لمن جعله الله فيهم وهم الذين حرم الله عليهم الصدقات وعوضهم إيِّاه بدلاً منها وهم أربعة بطون، وهم: آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس ويقسم بينهم قسمًا سواء فيه الذكر والأنثى لا يزول عنهم أبداً لإنّ الله ø إنّما أعطاهم ذلك لقرباهم من رسول الله ÷ ومجاهدتهم معه واجتهادهم له، ولا يزول عنهم حتى تزول القرابة، والقرابة لا تزول عنهم أبداً ولا تخرج إلى غيرهم منهم.

  وهذه الأربعة البطون: هم الذين قسم عليهم رسول الله ÷ الخمس: وروي لنا أنّه أعطى من الخمس بني المطلب.

  وبلغنا عن جبير بن مطعم قال لما قسم رسول الله ÷ سهم ذوي القربى بين بني هاشم وبين بني المطلب أتيته أنا وعثمان فقلنا يا رسول الله: هؤلاء بنو هاشم لا ننكر فضلهم لمكانك الذي وضعك الله به منهم، أرأيت إخواننا من بني المطلب أعطيتهم ومنعتنا وإنّما نحن وهم منك⁣(⁣١) بمنزلة واحدة؟ فقال ÷: «إنّهم لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام: إنّما بنو هاشم وبنو المطلب كهاتين ثم شبك بين أصابعه».

  فلذلك قلنا إنّه لا يجوز أن يقسم على غير هؤلاء الأربعة البطون لإنّ رسول الله ÷ لم يذكر إنّه قسم لغيرهم إلا أن يكون لبني المطلب فقد يمكن أن يكون قسم لبني المطلب عطاءً منه ÷ لهم وهبةً وشكراً على ما كان من قديم فعلهم وصبرهم معه واجتهادهم، لا على إنّه سهم واجب لهم فيه. والإمام في ذلك موفق ينظر فيه بنور الله وتسديده.

  وقال الهادي # بعد كلام طويل: وفي ذلك ما بلغنا عن علي بن الحسين & أنّه كان يقول في قوله تبارك وتعالى {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}⁣[الأنفال: ٤١] هم يتامانا ومساكيننا وابن سبيلنا. وهذا في الشفا.


(١) لإنّهم أربعة بطون: بنو هاشم بن عبد مناف، وبنو المطلب بن عبد مناف، وهو جد الشافعي. وبنو نوفل بن عبد مناف، وهو جد جبير بن مطعم.، وبنو عبد شمس بن عبد مناف، وهو جد عثمان انتهى نقلا عن الأم.