الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل)

صفحة 308 - الجزء 2

  وفي سنن أبي داود عن المقدام بن معدي كرب في حديث طويل عن النبي ÷ قال «من نزل بقوم ولم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه».

  وعنه ÷ قال: «لا خير فيمن لا يضيف». روى هذا بلفظه أحمد بن حنبل في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان عن عقبه بن عامر عن النبي ÷ ذكره في الجامع الصغير.

  وفيه أيضًا: أخرج أبو داود عن المقدام عن النبي ÷ أنه قال «أيّما رجل ضاف قوماً فأصبح الضيف محزوما فإن نصره حق على كل مسلم حتى يأخذ بقرى ليلته من زرعه وماله».

  وفي المصابيح للبغوي من الأحاديث الحسان في باب الاعتصام بالكتاب والسنة: عن المقدام بن معدي كرب، عن النبي ÷ أنه قال في حديث طويل: «ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله إن يعقبهم بمثل قراه».

  وفي الجامع الكبير روى الطبراني عن المقدام بن معدي كرب، عن النبي ÷ قال «ليلة الضيف حق واجب فإن أصبح محرومًا بفنائه وجب نصرته على المسلمين يأخذ بحقه من زرعه وضرعه لما حرمه من حق الضيافة» وفي وفي الجامع الصغير عن النبي ÷ أنه قال «للسائل حق وإن جاء على فرس». قال رواه أحمد وأبو داود والضياء عن الحسين بن علي @ مرفوعًا وأبو داود عن علي # وكذلك الطبراني في الكبير عن الهرماس بن زياد كذلك.

  وفيه أيضًا عن أبي شريح وأبي هريرة، عن النبي ÷ أنه قال «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت».

  قال رواه أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم والترمذي.

  قلت وبالله التوفيق: وأما ما روي «الضيافة على أهل الوَبَر وليست على أهل المَدَر» فهو مصادم لقوله تعالى {حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا}⁣[الكهف: ٧٧] والقرية التي استطعماها قال في الكشاف: وهي أنطاكية، وقيل: هي