الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب أحكام الأرضين)

صفحة 309 - الجزء 2

  أيله. وأيهما كان فهي من أهل المدر. وقال في الكشاف في تفسير هذه الآية قيل: شر القرى التي لا يضاف فيها، ولا يعرف لابن السبيل حقه. وقال الرازي في مفاتيح الغيب في تفسير هذه الآية ما لفظه: رأيت في كتب الحكايات، أن أهل تلك القرية، لما سمعوا نزول هذه الآية استحيوا وجاءوا إلى رسول الله ÷ بحملٍ من الذهب وقالوا: يا رسول الله نشتري بهذا الذهب إن تجعل الباء تاءً حتى تصير القراءة فأتوا إن يضيفوهما أي أتوا لأن يضيفوها أي كان اتيان أهل تلك القرية لأجل الضيافة، وقالوا: غَرَضُنا منه أن ندفع عنّا هذا الَّلوم فامتنع رسول الله ÷ وقال: «إن تغيير هذه اللفظة يوحب دخول الكذب في كلام الله وذلك يوجب القدح في الإلهية».

  وقد قيل: إن هذا الحديث منسوخ. وبعضهم ضعفه. وبعضهم قال: أنه موضوع.

  وهو أيضًا: مصادم لما تقدم من أن «البخل شجرة من النارمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار» ولم تقدم من أن «البخيل بعيد من الله بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار». ولا يقاد إلى النار ويقرب منها إلا ذو كبيرة من الكبائر ومن الكباير ترك الواجبات.

  وفي الجامع الكبير: وروى أحمد بن حنبل والبخاري وابن حبان والدارقطني عن جابر عن النبي ÷ أنه قال «كل معروف صدقة» ورواه الطبراني عن بلال عن النبي ÷ ورواه أحمد بن حنبل أيضًا ومسلم وأبو داود وأبو عوانه والترمذي عن حذيفة عن النبي ÷ والطبراني أيضًا عن ابن مسعود عن النبي ÷ وابن أبي الدنيا عن ابن عباس عن النبي ÷. والطبراني أيضًا عن عدي بن ثابت عن أبيه عن جده عن النبي ÷ والطبراني في الأوسط أيضًا عن نبيط بن شريط عن النبي ÷ وأحمد بن حنبل والطبراني أيضًا عن عبدالله بن يزيد عن النبي ÷.

  وفيه أيضًا وروى ابن النجار وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، والخرايطي في مكارم الاخلاق: عن بلال، عن النبي ÷ أنه قال: «كل معروف صدقة والمعروف يقي سبعين نوعًا من البلا ويقي ميتة السوء والمعروف والمنكر خلقا منصوبان للناس يوم القيامة فالمعروف لازم لأهله يسوقهم ويقودهم إلى الجنة والمنكر لازم لأهله يقودهم ويسوقهم إلى النار».