الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[لا اعتكاف الا في المسجد]

صفحة 347 - الجزء 2

  وأخرج النسائي أن عمر بن الخطاب نذر أن يعتكف في الجاهلية، فأمره رسول الله ÷ إن يعتكف ويصوم. ذكره في اللباب للحنفية وروى هذا الحديث الحاكم عن ابن عمر عن النبي ÷ ذكره في الجامع الكبير.

[لا اعتكاف الا في المسجد]

  وفي سنن أبي داود عن عائشة من آخر حديث طويل: «ولا اعتكاف إلا بصوم ولا اعتكاف الا في المسجد الجامع».

  وروى الحاكم والبيهقي في الحليه، عن عائشة عن النبي ÷ أنه قال: «لا اعتكاف الا بصيام». ذكره في الجامع الصغير.

  وفي أمالي أحمد بن عيسى @ روى محمد عن أبي جعفر بلغنا أن النبي ÷ قَبَّل وهو معتكف روت عنه ذلك عائشة.

  وفي الجامع الكافي روت عائشة أن النبي ÷ قَبّل وهو معتكف.

  وقوله سبحانه {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}⁣[البقرة: ١٨٧].

  وما تقدم من الأخبار يدل على: أن الخروج من المسجد إلا ما استثنى، وترك الصيام، ومباشرة النساء، الواحد منها مفسد.

  وكذلك الاجتراء على المعصية لقوله تعالى {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ٢٧}⁣[المائدة] وكل مسجد سُبِّل للمسلمين عامة فإنه مسجد جماعة أي موضوع لصلاة الجمعة والجماعة فيعتكف فيه المسلم ولا يصح فيما وضع لأهل بيت مخصوص. والله أعلم والدليل على ذلك ما تقدم من الآية والأخبار.