الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [فصل في النهي عن صوم الدهر]

صفحة 361 - الجزء 2

  دل ذلك على تحريم صيام العمر ولأنه يورث في الاغلب الضعف واجتناب ما أباح الله لعباده في الأيام والضعف عن إتيان النساء في الليالي، ويؤدي إلى المنهي من التبتل في الاغلب.

  والأصول تشهد بصحة ما ذكرناه وذلك أن الله حرم قليل الخمر لإسكار كثيره وشرع اغتسال الجمعة لأجل ما كان يوجد من الذفر والريح المكروهة في مسجد رسول الله ÷ يوم الجمعة فعم الشرع من يوجد فيه ذلك السبب ومن لا يوجد فيه، وكالنكاح فأنه شرع للتناسل فشمل نكاح الصغير والعقيم؛ وكطهارة لبن المسلمة للحرج فشمل لبن الصغيره ومن لا ولد لها.

  فإن قيل في رجال هذه الأخبار من لا يرتضى ولا يوثق بروايته.

  فالجواب وبالله التوفيق: الحجة عندنا رواية الأئمة $، ومن يُوْثَقُ بروايته من غيرهم، وإنما نُورد في كتابنا مثل رواية من كان الفئة الباغية الدعاة إلى النار لأجل أنه حجة عند المخالف فتحتج به عليهم. وذلك واضح بحمد الله سبحانه وتعالى.

  وبتمام هذا الكلام تم الجزء الأول من الاعتصام بحبل الله المتين والحمد لله رب العالمين أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما كثيرًا آمين اللهم آمين.

  انتهى قال في الأم ما لفظه: وجميع هذا الكتاب المبارك منقول عن خط الإمام الشهيد الناصر لدين الله عبد الله بن الحسين # في نسخته التي أسمعها على مؤلف التتمة أحمد بن يوسف بن زبارة ¦ قال فيها:

  وكان الفراغ من زبره ضحوة يوم الجمعة المباركة ثامن عشر شهر محرم الحرام سنة ست وأربعين ومائتين وألف من الهجرة النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم آمين. بخط أسير الذنوب الراجي | علام الغيوب العبد الفقير إلى الله: عبدالله بن الحسن بن أحمد بن المهدي لدين الله العباس بن المنصور بالله الحسين بن المتوكل على الله القاسم بن الحسين بن الإمام المهدي لدين الله رب العالمين أحمد بن المجاهد في سبيل الله الحسين بن أمير المؤمنين وسيد المسلمين الإمام المنصور بالله رب العالمين أبي محمد القاسم بن محمد بن علي ~ وعلى آبائه الطاهرين أجمعين إلى آخر كلام الإمام #.