(فصل) [متى يجب الحج وعلى من يجب]
  وفي الشفا عن النبي ÷ أنه قال «بني الاسلام على خمسة أركان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة» وقد تقدم هذا الحديث بلفظه(١).
  وقد أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن عبد الله بن عمر وقال له رجل ألا تغزو فقال إني سمعت رسول الله ÷ يقول إن «الاسلام بني على خمسة».
  الحديث وفي الشفا عن ابن عمر عن النبي ÷ قال: «كنت ذات يوم عند النبي ÷ إذ أقبل رجل لم تر بياضاً أشد من أثوابه، ولا أشد سوادا من شعره، ولا نعرفه حتى دنا من رسول الله ÷ فوضع ركبتيه على ركبتيه ويديه على فخذيه، ثم قال: يا رسول الله ما الإسلام فقال أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة، وتوتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت، قال: فإذا فعلت هذا فأنا مسلم؟ قال: نعم قال: صدقت».
  وقد أخرج مسلم وبعض أهل السنن عن ابن عمر قال: حدثني ابي عمر قال «بينا نحن جلوس، عند النبي ÷ ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر» وساقوا الحديث بطوله إلى أن قال: «فعجبنا له من سؤاله وتصديقه» وهذا السائل هو جبريل # كما في الحديث.
  وفي أمالي الإمام المرشد بالله # قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن على المكفوف المؤدب بقراءتي عليه قال: أخبرنا ابن حيان قال: اخبرنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا ثور بن يزيد الرحبي عن خالد بن معدان عن أبي هريرة أن النبي ÷ قال: «ان للاسلام صوي(٢) ومناراً كمنار الطريق من ذلك أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتسليمك على أهلك إذا دخلت عليهم، وتسليمك على بني آدم إذا لقيتهم، فان ردوا عليك السلام ردت عليك الملائكة وعليهم وإن لم يردوا عليك السلام ردت عليك الملائكة ولعنتهم أو قال: سكتت عنهم ومن انتقص منهن شيئاً فهو سهم من الإسلام يدعه ومن تركهن فقد ولى الإسلام وراء ظهره».
(١) تمام الحديث «وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا».
(٢) الصوى: الأعلام المنصوبة من الحجارة في المغارة المجهولة يستدل بها على الطريق، واحدتها صوة كقوة انتهى نهاية.