الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب مناسك الحج العشرة)

صفحة 48 - الجزء 3

  أنبأنا سفيان بن هرون القاضي قال: حدثنا أحمد بن يحيى الخلال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبد الله بن عباس عن الصعب بن جثامة قال: «مر بي النبي ÷ بالأبوا أو بودان فأهديت له لحم حمار وحش فرده علي فلما رأى في وجهي الكراهة قال: إنه ليس بنا رد عليك ولكنا حرم»

  وروى ابن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: «أهدى الصعب بن جثامة إلى رسول الله ÷ من حمار وحش فقال: لولا أنا محرمون لقبلنا منك»

  فيما رويناه أن النبي ÷ رده لكونه محرما فقط من دون استعلام وجه اصطياد الصعب بن جثامة: يرد ما سيأتي. وفي الشفا بمعناهما.

  وفي شرح الأحكام: أخبرنا أبو العباس الحسني قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن اسحاق الردمي قال: حدثنا ابن أبي ميسرة قال: حدثنا خلاد يحيى بن يحيى عن إسرائيل عن سماك عن صبيح بن عبد الله بن عمير التغلبي عن علي # قال: «أهدى لرسول الله ÷ لحم صيد فأبى أن يأكله فقال لا آكل ما صيد وأنا محرم»

  وفي شرح التجريد أخبرنا أبو الحسين بن اسمعيل: حدثنا الناصر للحق #: حدثنا الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي: حدثنا إبراهيم بن محمد عن محمد بن فضيل عن زيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن أبيه قال: «خرجت مع علي # وعثمان حتى إذا كنا بمكان كذا وكذا قربت المائدة وعليها يعاقب وحجل فلما رأى علي # ذلك قام وقام معه أناس فقيل لعثمان ما قام هذا إلا كراهة لطعامك فأرسل إليه فقال: ما كرهت من هذا؟ فوالله ما أشرنا معه ولا أمرنا ولا صدنا فقال علي # {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ}⁣[المائدة: ٩٦] الى قوله {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا}⁣[المائدة: ٩٦]

  وفي الشفا: خبر وروي من طرق شتى وبألفاظ مختلفة أن عليا # «لما رأى على مائدة عثمان الحجل واليعاقيب وهم محرمون قام فأنكر على عثمان ذلك» وروى أن عثمان قيل له: إن عليا ينكر هذا فجاء وعلى ذراعيه الخمط⁣(⁣١) فقال إنك


(١) الخمط: شجر الأراك وعن أبي عبيدة كل شجر فيه شوك. وقال الزجاج كل نبات أخذ طعماً من مرارة لا يمكن أكله انتهى من الكشاف