(النسك الثاني طواف القدوم)
  بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}[التوبة: ٣] في نصف الجزء وبالإسناد المتقدم قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا الليث قال: حدثني عقيل ابن شهاب وأخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: «بعثني أبو بكر في تلك الحجة في المؤذنين بعثهم بمنى: أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان» قال حماد «ثم أردف النبي ÷ بعلي # فأمره أن يؤذن ببراءة» قال أبو هريرة: «فأذن علي # في أهل منى يوم النحر ببراءة. وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان»
  ومنها الطواف من خلف الحِجر.
  في شرح التجريد أخبرنا أبو بكر المقري: حدثنا الطحاوي: حدثنا ربيع المؤذن: حدثنا أسد: حدثنا شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية عن أشعث بن أبي الشفا عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت: «سألت رسول الله ÷ عن الحِجر؟ فقال: هو من البيت» وفي الشفا: خبر وهو «قول النبي ÷ لعائشة حين سألته الحِجر قال: هو من البيت ولولا حدثان عهد قومك بالإسلام لرددته إلى حيث بناه إبراهيم».
  وأخرج البخاري عن ابن عباس «يقول: يا أيها الناس اسمعوا مني ما أقول واسمِعوني ما تقولون ولا تذهبوا فتقولوا: قال ابن عباس قال ابن عباس: من طاف بالبيت فليطف من وراء الحِجر».
  وأخرج أبو داود عن عائشة أنها قالت: «كنت أحب أن أدخل البيت فاصلي فيه فأخذ رسول الله ÷ بيدي فأدخلني الحِجر وقال صل في الحجر إن أردت دخول البيت فإنما هو قطعة من البيت فإن قومك اقتصروا حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت».
  وأخرج البخاري عنها أن النبي ÷ قال: «يا عائشة لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض وجعلت له بابين باباً شرقيا وباباً غربيا فبلغت به أساس ابراهيم #» فذلك الذي حمل ابن الزبير على هدمه وبناه وأدخل فيه من الحِجر وقد رأيت أساس ابراهيم حجارة كأسنمة الإبل قال جرير: فقلت له أين موضعه؟ فقال: أريكه الآن فدخلت معه الحجر فأشار إلى مكان فقال: ها هنا قال جرير: فَحَزَرت من الحجر ستة أذرع أو نحوها».