(النسك الثالث: السعي)
  أخبرنا السيد أبو العباس الحسني | قال: أخبرنا علي بن يزيد بن مخلد قال حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع عن إبراهيم بن يزيد عن الوليد بن عبدالله عن صفية بنت شيبة عن امرأة نوفل أنها طلعت من خوخة لها فرأت النبي ÷ يسعي بين الصفا والمروة وهو يقول: «إسمعوا فإن الله كتب عليكم السعي». ومعناهما في أصول الأحكام وقال: ومعنى كتب: ليس على معنى الحتم والفرض وإنما هو على معنى البيان.
  وفي حديث جابر المذكور فيه صفة حجة الوداع قال: «ثم خرج النبي ÷ من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}[البقرة: ١٥٨] ... الحديث.
  وفي شرح التجريد في حديث طارق بن شهاب عن أبي موسى الأشعري قال: قدمت على النبي ÷ وهو منيخ بالبطحاء قال: بم أهللت؟ قلت إهلالاً كإهلال رسول الله ÷ قال: «أحسنت، طف بالبيت وبين الصفا والمروة».
[آداب السعي والدعاء فيه]
  قال الهادي # في الأحكام ثم يخرج إلى الصفاً من بين الإسطوانتين المكتوب فيهما. فإذا استوى على الصفا فليستقبل القبلة بوجهه ثم ليقل: «بسم وبالله والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم وليقرأ الحمد، والمعوذتين، وقل الله احد، وأية الكرسي وآخر سورة الحشر، ثم ليقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له نصر عبده وهزم الأحزاب وحده لا شريك له وأشهد(١) أن محمدا عبده ورسوله ÷ اللهم اغفر لي ذنبي، وتجاوز عن خطيتي، ولا تردني خائباً يا أكرم الأكرمين، واجعلني في الآخرة من الفائزين» ثم لينزل عن الصفا ويمضي حتى إذا كان عند الميل الأخضر المعلق في جدار المسجد: هرول حتى يحاذي الميل المنصوب في أول السراجين، ثم يمشي حتى ينتهي المروة ويقول في طريقه «رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الله الأعز الأكرم» يردد هذا القول وغيره من الذكر الحسن والدعاء حتى يفرغ من سعيه.
(١) كذا في الأصل المخطوط ولعله سقط قبلها: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.