الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(النسك الرابع: الوقوف بعرفة)

صفحة 87 - الجزء 3

  وفي أمالي السيد الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين الهاروني @ قال: حدثنا عبدالله بن محمد القاضي ببغداد قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن مخلد قال: حدثنا أحمد بن محمدين قيس قال: حدثنا عبده بن قيس بن بشر قال: حدثنا عمران بن عيينه قال: حدثنا إسمعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عروة بن مضرس قال: «إنا لوقوف بجمع مع رسول الله ÷ إذ جاء أعرابي على قلوص له، فقال أي رسول الله بصوت جهوري: أقبلت من جبل طي اتعبت نفسي أكلَلْت راحلتي وما تركت حبلا⁣(⁣١) إلا وقفت عليه، فهل لي يا رسول الله من حج؟ فقال رسول الله ÷: «من وقف موقفنا وشهد صلوتنا وأفاض بإفاضتنا فقد تم حجه وقضى تفثه» فقال: أي رسول الله ÷: «رجلا أحب قوما ولم يلحق بهم؟ قال: أنت مع من أحببت».

  وأخرج بمعناه في شرح الأحكام لابن بلال من غير زيادة «اي: رسول الله: رجلاً» ومثله في الشفا

  وفي الجامع الكافي: روى عن أبي جعفر # قال: قف في ميسرة الجبل مستقبل القبلة

  وعن النبي ÷: «أنه وقف بعرفة عند الجبل وقال: هذا الموقف وعرفة كلها موقف» وفي الشفا «ان النبي ÷ وقف عند الصخرات؟ وجعل بطن ناقته إلى الصخرات»

  وقدا أخرجه مسلم عن جابر بلفظ قال: «ثم ركب النبي ÷ حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصوى إلى الصخرات وجعل حبل⁣(⁣٢) المشاة بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس وذهبت وذهبت الصفرة قليلاً ثم غاب القرص»

  وفي الشفا عن زيد بن أسلم أنه قال: «عرفة كلها موقف غير عُرَنة»


(١) الحبل الرمل المستطيل انتهى من القاموس

(٢) في النهاية في باب الحاء المهملة: حبل المشاة طريقهم التي يسلكونها في الرمل. وقيل أراد صفهم ومجتمعهم في مشيهم تشبيها بحبل الرمل انتهى منها وروي بالجيم وفتح الباء ومعناه طريق المشاة وحيث سلك الرجالة والأول أشبه بالحديث انتهى من بدر التمام