الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(النسك الرابع: الوقوف بعرفة)

صفحة 89 - الجزء 3

  وقال في الجامع الكافي: وروى محمد باسناده عن ابن عباس «أنه قال بعرفة: مالي لا أسمع الناس يلبون ثم قال قد علمت من ترك التلبية في هذا فعل الله به وفعل ثم قام وأخذ بعضادتي خباه ثم لبى ولبى الناس حتى ارتجت عرفات بالتلبية»

  وقال في حاشية الهداية لابن الوزير قال: في الجامع الكافي قال ابن عباس: لعن الله معاوية كان علي يأمر بالتلبية يوم عرفه فنهى عنها معاوية لذلك ذهب نوره

  وأخرج النسائي عن سعيد بن جبير قال: كنت مع ابن عباس بعرفات فقال: مالي لا أسمع الناس يلبون قال يخافون من معاوية فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال: «لبيك اللهم لبيك فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي»

(ويجمع العصرين فيها لما تقدم من الاخبار)

  وأخرج النسائي عن عبد الله قال: «كان رسول الله ÷ يصلي الصلوة لوقتها إلا بجمع وعرفات»

  وأخرج أبو داود وابن ماجة عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر وفيه «ثم أذن بلال ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام العصر ولم يصل بينهما شيء، ثم ركب رسول الله ÷ حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته الى الصخرات، وجعل جبال المشاة بين يديه، واستقبل القبلة»

(ويداوم الذكر والدعاء)

  لما روى الطحاوي بإسناده عن ابن مسعود قال: «ما زال رسول الله ÷ يلبي إلى أن أتى جمرة العقبة إلا أن يخلط ذلك تكبيراً وتهليلاً»

  وفي الشفا عن طلحة بن عبيد الله أن النبي ÷ قال: «أفضل الدعاء يوم عرفة وأفضل ما قلته أنا والنبيئون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له»

  وأخرج الترمذي عن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «وخير الدعاء دعاء يوم عرفة أفضل ما قلته أنا والنبيئون من قبلي لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير»