(فصل) [القارن يتثنى عليه السعي والطواف]
  وبيَّن ذلك عنه أبو الزبير قال: حدثنا الطحاوي قال: حدثنا ابن مرزوق قال: حدثنا أبو عاصم عن ابن جريح عن أبي الزبير أنه سمع جابرا يقول: «لم يطف النبي ÷ ولا أصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافاً واحداً» وقال: حدثنا الطحاوي قال: حدثنا ابن أبي عمران قال: حدثنا شجاع بن مخلد قال الطحاوي وحدثنا صالح ابن عبد الرحمن قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا هاشم عن منصور بن زاذان عن الحكم عن زياد بن مالك عن علي وعبد الله @ قالا: «القارن يطوف طوافين ويسعى سعيين» قال فهذا أمير المؤمنين وعبد الله قد ذهبا في طواف القارن إلى خلاف ما ذهب اليه ابن عمر.
  وأخرج الدارقطني عن ابن عمر «أنه جمع بين حجة وعمرة وقال سبيلها واحد قال: وطاف لهما طوافين وسعى لهما سعيين وقال: هكذا رأيت رسول الله ÷ صنع كما صنعت».
  وعن علي ¥ أنه جمع بينهما وطاف لهما طوافين وسعى لهما سعيين وقال: «هكذا رأيت رسول الله ÷ صنع كما صنعت».
  وعن علي ¥ ايضا عن النبي ÷ «أنه كان قارنا فطاف طوافين وسعى سعيين وأبو بكر وعمر وعلي وابن مسعود».
  وعن عمران بن حصين «أن النبي ÷ طاف طوافين وسعى سعيين» فهذه الأحاديث متكاثرة من رواية غيرهم كما رواه العترة الطاهرة نجوم الدنيا وشفعا الآخرة.
  قال في شرح التجريد فإن قيل: روى عن نافع عن ابن عمر أن النبي ÷ قال: «من جمع بين الحج والعمرة كفى لهما طواف واحد وسعي واحد» قيل له: ذكر الطحاوي أن الحفاظين رووه موقوفا على ابن عمر وأن من رفعه فقد أخطأ، على أنه يحتمل أن يكون مراد النبي ÷ بقوله طواف واحد: بصفة واحدة، إن صح الخبر وهذا أولى لأن أمير المؤمنين إذا روى خلافه عن النبي ÷ فهو أولى بالاتباع أما على اصولنا فإنا نوجب اتباعه ولا نجيز مخالفته، وأما على اصول مخالفينا فلأنه كان احفظ وأشد إتقاناً من ابن عمر، وكان # اعرف بأحوال النبي ÷ وبمقاصده من ابن عمر انتهى.