الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [حكم ما يفعل رفيق من زال عقله أو مرض بعد الدخول في الحج]

صفحة 132 - الجزء 3

  عائشة فنسكت المناسك كلها غير أن لم تطف بالبيت، فلما طهرت طافت وقالت يا رسول الله ينطلقون بحجة وعمرة وأنطلق بحجة فأمر عبد الرحمن بن أبي بكر أن يخرج معها إلى التنعيم فأعتمرت بعد الحج» وأخرج أبو داوود والترمذي عن ابن عباس قال: قال رسول الله ÷ «النفساء والحائض اذا أتيا على الميقات تغتسلان وتحرمان وتقضيان المناسك كلها غير الطواف بالبيت».

  وأخرج ابن ماجة عن عائشة قالت: «خرجنا مع رسول الله ÷ في حجة الوداع نوافي هلال ذي الحجة فقال رسول الله ÷ من أراد أن يهل منكم بعمرة فليهل فلولا أني أهديت لأهللت بعمرة قال وكان من القوم من أهل بعمرة ومنهم من أهل بحج فكنت ممن أهل بعمرة قالت فخرجنا حين قدمنا مكة فأدركني يوم عرفة وأنا حائض لم أحل من عمرتي فشكوت ذلك للنبي ÷ فقال دعي عمرتك وانقضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج قالت ففعلت فلما كانت ليلة الحصبة وقد قضا الله حجنا أرسل معي عبد الرحمن بن أبي بكر وخرج إلى التنعيم فأهللت بعمرة وقضا الله حجنا وعمرتنا ولم يكن في ذلك هدي ولا صدقة ولا صوم»

  قلت وبالله التوفيق: وهذا يدل على انه لا يلزمها دم الرفض

(فصل) [حكم ما يفعل رفيق من زال عقله أو مرض بعد الدخول في الحج]

  واذا زال عقل من خرج للحج العمرة فعل به الرفيق جميع ما تقدم من الأعمال مع عرفان نيته لما خرج له قال الله تعال {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}⁣[المائدة: ٢].

  وفي أمالي الإمام المرشد بالله قال أخبرنا محمد بن إبراهيم الصالحاني قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر بن حيان قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحذا قال: حدثنا علي بن المديني قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا يزيد بن عبد الله عن أبي