الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(وتمام الخطب: الخطبة أوسط أيام التشريق)

صفحة 134 - الجزء 3

  وأخرج أبو داوود والنسائي عن سلمة بن ثبيط عن أبيه قال: «رأيت رسول الله ÷ يخطب: يوم عرفة على جمل أحمر»

  وفي يوم النحر: خطبتي العيد وقد تقدم صفتها في باب صلاة العيد وقال ابن القيم في الهدي المسمى زاد المعاد «ثم رجع رسول الله ÷ إلى منى فخطب الناس خطبة بليغة أعلمهم بحرمة يوم النحر وتحريمه وفضله عند الله وحرمة مكة على جميع البلاد وأمرهم بالسمع والطاعة لمن قادهم بكتاب الله وأمر الناس بأخذ منازلهم إلى أن قال»: وقال في خطبته تلك اعبدوا الله ربكم، وصوموا شهركم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم، وودع الناس حينئذ فقالوا: حجة الوداع».

  وأخرج أبو داوود عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي طرفاً مما ذكر في زاد المعاد قال»: خطبنا رسول الله ÷ ونحن بمنى ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار فوضع اصبعيه السبابتين ثم قال: بحصى الخذف ثم أمر المهاجرين فنزلوا في مقدم المسجد ثم أمر الأنصار أن ينزلوا من وراء المسجد ثم نزل الناس بعد ذلك.

(وتمام الخطب: الخطبة أوسط أيام التشريق)

  أخرج أبو داوود عن براء⁣(⁣١) بنت بنهان قالت: «خطبنا رسول الله ÷ يوم الروس قال: أي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله اعلم قال: أليس أوسط أيام التشريق؟ هل تدرون أي بلد هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: هذا المشعر الحرام ... الحديث».

  وأخرج عن ابن عمر قال: «أنزلت هذه السورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١}⁣[النصر] على رسول الله ÷ في وسط أيام التشريق وعرف أنه الوداع فأمر براحلته فاجتمع الناس فقال أيها الناس ثم ذكر الحديث في خطبته»


(١) الذي في بلوغ المرام عن سراً بنت نبهان قال في شرحه بالسين والراء مشددة والمد انتهى