فصل في حكم زيارة النبي ÷ وفضيلة من زاره وسلم عليه وكيف يسلم ويدعو.
  وقال في الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض اليحصبي المالكي |.
فصل في حكم زيارة النبي ÷ وفضيلة من زاره وسلّم عليه وكيف يسلم ويدعو.
  وزيارة سيد المرسلين سنه من سنن المرسلين مجتمع عليها وفضيله رغب فيها روي عن ابن عمر قال النبي ÷: «من زار قبري وجبت له شفاعتي».
  وعن انس بن مالك قال: قال رسول الله ÷ «من زارني في المدينة محتسباً كان في جواري وكنت له شفيعا يوم القيامة» وفي حديث «من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي».
  وفيه قال ابن إسحاق بن إبراهيم الفقيه: ومما لم يزل من شأن من حج: المرور بالمدينة والقصد إلى الصلاة في مسجد رسول الله ÷ والتبرك برؤية روضته ومنبره وقبره ومجلسه وملامس بدنه وموطاء قدميه والعمود الذي كان يستند إليه، وينزل جبريل بالوحي فيه عليه، وبمن عمره من الصحابة، وأئمة المسلمين، والاعتبار بذلك كله.
  وقال ابن أبي فديك: سمعت بعض من أدركت يقول: بلغنا أن من وقف عند قبر النبي ÷ فتلى هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}[الأحزاب: ٥٦] الآية ثم قال صلى الله عليك يا محمد، يقولها سبعين مرة ناداه، ملك صلى الله عليك يا فلان.
  قلت وبالله التوفيق: وقد فعلت ذلك عند قبر النبي ÷ أتلوا الآية بكمالها وأقول صلى الله عليك وعلى آلك يا محمد، فوجدت بعدها خيراً واسعاً وبركة وعلما نافعاً، والحمد لله على ما شرفنا بأن كنا من أهل ملته.
  وفي الشفا(١) أيضا قال ابن أبي حبيب ويقول إذا دخل مسجد رسول الله ÷: بسم الله وسلام الله على رسول الله #. السلام علينا من ربنا وصلى الله وملائكته على محمد.
  قلت وبالله التوفيق: ولا يترك الصلاة والتسليم على الآل سلام الله عليهم.
(١) أي شفاء القاضي عياض المذكور قبل هذا انتهى.