الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب الصداق)

صفحة 247 - الجزء 3

  إسماعيل، عن الشعبي، عن علي # قال: «تُرد من القرن، والجذام، والجنون، والبرص، فإن دخل بها فعليه المهر، وإن شاء طلق، وإن شاء أمسك، وان لم يدخل بها فرق بينهما».

  وفي شرح التجريد: روى هناد: حدثني وكيع، عن سفيان، عن رجل، عن الشعبي عن علي # قال: «إن كان قد دخل بها فهي امرأته وان لم يكن قد دخل بها فرق بينهما».

  وأخرج النسائي عن الشريد بن سويد قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل اليه رسول الله ÷: «ارجع فقد بايعناك».

  وروى البخاري عن أبي هريرة: قال رسول الله ÷ «لا عدوى ولا طيره⁣(⁣١) ولا هامة ولا صفر». وزاد في رواية: «وفر من المجذوم كما تفر من الأسد».

  وفي التلخيص لابن حجر حديث «أنه ÷ تزوج بامرأة فلما دخل عليها رأى بكشحها وضحاً فردها إلى أهلها، وقال دلستم علي». أبو نعيم في الطب والبيهقي من حديث ابن عمر بهذا اللفظ وفيه اضطراب كثير على جميل بن زيد رواية.

  وفيه: قوله روى عمر: «أيما رجل تزوج امرأة وبها جنون، أو جذام، أو برص، فمسها فلها صداقها، وذلك لزوجها غرم على وليها». اخرجه سعيد بن منصور عن هشام عن يحيى بن سعد. عن ابن المسيب نحوه. وهو في الموطا عن يحيى. وعند الشافعي عن مالك. وعند ابن أبي شيبة عن ابن ادريس عن يحيى وفي الباب عن علي أخرجه سعيد ايضا انتهى.


(١) قال في النهاية: العدوى اسم من الاعدا كالرعوى والبقوى من الارعا والابقا يقال اعدى الداء يعديه إعداء عداء وهو أن يصيبه مثل ما بصاحب الداء وقد أبطله الإسلام لأنهم كانوا يظنون أن المرض بنفسه يتعدى فاعلمهم النبي ÷ أنه ليس الأمر كذلك وإنما الله هو الذي يمرض وينزل الداء. والطيرة بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن التشاؤم بالشيء: وهو مصدر تطير يقال تطير طِيرة وتخير خِيرة ولم يجى من المصادر هكذا غيرهما وأصله فيما يقال: التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع وأبطله ونهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضرر. والهامة: إسم طائر وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها، وهي من طير الليل وقيل: البومة وقيل: كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامة فتقول اسقوني فإذا أدرك بثأره طارت، وقيل كانوا يزعمون أن عظام الميت وقيل: روحه تصيرها هامة فتطير ويسمونه الصدى، فنفاه الإسلام ونها عنه.

والصفر: كانت العرب تزعم أن في البطن حية يقال لها الصفر تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه، وأنها تعدي.، فأبطل الأسلام ذلك انتهى نهاية بلفظها. والصفر بالتحريك داء في البطن ومنه لا صفر لزعمهم انه يعدي انتهى قاموساً باختصار.