الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب الصداق)

صفحة 255 - الجزء 3

  واستثنى فاطمة. فيجب ان يكون - لبناتها ما وجب لها بدليل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}⁣[الطور: ٢١] في كل شيء إلا ما خصه دليل.

  ولما روي خبر: وعن النبي ÷: «لا تنكحوا النساء إلا من الأكفاء ولا كفوء لأولاد فاطمة».

  وظاهر النهي على التحريم إلا حيث يدل الدليل.

  قلت وبالله التوفيق: وفي تزويج الفاطميات بغير أكفائهن ايذاء لسيدة النساء الزهراء البتول المطهرة عن الأرجاس، وايذاؤها ايذاء لرسول الله ÷. وقد شرف الله نبيه ÷ بالحجاب لنسائه فكيف لا يشرف بناته بالا يزوجن إلا بمن شرفهم الله الفاطميون. وقد أنزل الله في كتابه: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}⁣[آل عمران: ٦١].

  أخرج مسلم عن سعد ابن أبي وقاص قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله ÷ فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم. «سمعت رسول الله ÷ يقول وقد خلفه في بعض مغازيه فقال له علي: خلفتني مع | النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله ÷ «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى إلا انه لا نبوة بعدي؟» وسمعته يوم خيبر يقول: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال: فتطاولنا لها. فقال: ادعوا لي عليا. فأتى به أرمد العين فبصق في عينيه، ودفع الراية إليه وفتح الله على يديه، ولما نزلت هذه الآية: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}⁣[آل عمران: ٦١] دعا رسول الله ÷ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي».

  قلت وبالله التوفيق: وحكم أبنائهم حكمهم لما تقدم من آية {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}⁣[الطور: ٢١].