الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب الصداق)

صفحة 256 - الجزء 3

  ولله در سعد بن أبي وقاص فلئن ترك الجهاد مع علي ¥ بسيفه وسنانه، لقد جاهد عليه بنفسه ولسانه أثابه الله على ما فعل.

  ويؤيد هذا ما ذكره في كتاب العقد للحافظ المؤرخ أحمد بن محمد بن عبد ربه أنه لما مات الحسن بن علي ® حج معاوية فدخل المدينة فأراد أن يلعن عليا # على منبر رسول الله ÷ فقيل: إن ها هنا سعد بن أبي وقاص ولا نراه يرضى بهذا، فابعث إليه، وخذ رأيه. فأرسل إليه وذكر له ذلك فقال: لئن فعلت لأخرجن من المسجد، ثم لا أعود اليه. فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد، فلما مات لعنه على المنبر، وكتب إلى عماله أن يلعنوه على منابره ففعلوا. فكتبت أم سلمة ^ زوج النبي ÷ إلى معاوية: إنكم تلعنون الله ورسوله على منابركم، وذلك أنكم تلعنون عليا ومن أحبه، وأنا أشهد أن الله أحبه ورسوله. ولم يلتفت إلى كلامها.

  وقد ذكر في مقاتل الطالبين لأبي الفرج الأصبهاني | أن معاوية أرسل من دس السم على الحسن بن علي وسعد بن أبي وقاص.

  إلى ان قال: ولما أخرج الطبراني في الكبير عن جابر والخطيب عن ابن عباس قال: قال رسول الله ÷ «ان الله جعل ذرية كل نبي في صلبه، وجعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب».

  قلت: وبالله التوفيق: وحكم نكاح غير الفاطمي للفاطمية مع الرضى من وليها والمعقود بها حكم نكاح العاجزين عن الوطء من تعصي لتركه فينعقد مع الإثم مع عدم قصد الإستهانة ومع الضرورة، وأما مع قصدها فلا ينعقد. ونحو ما قلنا قد اختاره الإمام يحيى شرف الدين # ان ذلك لا يجوز، وإن رضيت هي والولي، ولكنه ينعقد مع الاثم. وفي الهداية لأبن الوزير صارم الدين #: عدم الأنعقاد مطلقا.

  فعلم من هذا ان عدم الكفاءة في شأن الفاطميات غير مغتفرة.

  (وأما في شأن غيرهن فتغتفر برضاء الرفيعة ووليها).

  دليله ما في الشفاء خبر: وهو أن بلالاً تزوج هلالة ابنة عوف أخت عبد الرحمن بن عوف.

  وفيه: وروي ان زيد بن حارثة تزوج زينب بنت جحش.