الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (في التخيير ونحوه)

صفحة 323 - الجزء 3

(فصل) (في التخيير ونحوه)

  قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ٢٨ وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ٢٩}⁣[الأحزاب].

  في شرح الأحكام لابن بلال | قال أبو الحسن |: أخبرنا السيد أبو العباس الحسني | قال: أخبرنا محمد بن بلال قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا يحيى الحماني قال: حدثنا أبو وكيع عن أبي اسحاق عن أبي جعفر # قال: قال علي #: «إن اختارت زوجها فلا شيء وان اختارت نفسها فتطليقة وهو احق بها».

  وأخبرنا السيد أبو العباس | قال: أخبرنا عبد العزيز بن اسحاق قال: حدثنا علي بن محمد النخعي قال: حدثنا المحاربي قال: حدثنا نصر بن مزاحم عن ابراهيم بن الزبرقان عن أبي خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي ابن أبي طالب $ قال: إذا خيرها فأختارت زوجها فلا شيء وان اختارت نفسها فواحدة، وإذا قال لها أمرك بيدك فالقضاء ما قضت ما لم تكلم. وان قامت من مجلسها قبل أن تختار فلا خيار لها.

  وفي الأمالي لأحمد بن عيسى @ وبه: قال: حدثنا محمد قال: حدثنا محمد عن محمد بن جبلة عن محمد بن بكر عن أبي الجارود عن أبي جعفر الباقر # قال: «خير رسول الله ÷ زوجاته فأخترنه. أفكان ذلك طلاقا؟ إن هنّ جلسن عند امرأة منهن فتذاكرن فقلن: إن يحدث بنبي الله حدث فلا نساء والله أرغب في عيون الرجال ولا أرفع مهورا منا. فغار الله ø(⁣١) لنبيه: فأمره فاعتزلهن تسعا وعشرين ليلة. ثم إن جبريل # قال: قد تم الشهر فأمره أن يخيرهن فقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا


(١) اي فعل ما يشبه فعل ذي الغيرة وهو أمره تعالى لنبيه ÷ بالاعتزال لان الله سبحانه يتعالى عن ان يتصف بالغيرة الحقيقية التي هي من العوارض الخلقية ليس كمثله شيء فهو منزه عن صفات المخلوقين عند جميع الموحدين والله ولي التوفيق.