(باب العدة وذكر أحكامها)
  ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ١٣ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا}[المؤمنون: ١٣ - ١٤] الآية.
  وقال في الشفا: «روي عن النبي ÷ أنه قال إن أحدكم ليخلق في بطن أمه نطفة أربعين يوماً ثم يكون علقة أربعين يوماً ثم يكون مضغة أربعين».
  وقد أخرج هذا الحديث البخاري ومسلم وأهل السنن الأربع عن ابن مسعود مرفوعا مع زيادة. قال رسول الله ÷ «إن أحدكم يجمع في بطن أمه اربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله اليه ملكا ويومر بأربع كلمات ويقال اكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح».
  وفي شرح التجريد: وروى زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي $ في رجل طلق امرأته وهي حامل قال: «هي في العدة ما لم تلد، فإذا ولدت فقد حل أجلها، وان كان في بطنها ولدان فولدت أحدهما فهو أحق برجعتها ما لم تلد الثاني».
  وأخرج ابن ماجة، عن الزبير بن العوام «انها كانت عنده أم كلثوم بنت عقبة فقالت له وهي حامل: طيب نفسي بتطليقة. ثم طلقها تطليقة. ثم خرج إلى الصلاة، فرجع وقد وضعت. فقال: ما لها خدعتني خدعها الله؟ ثم أتى النبي ÷ فقال: سبق الكتاب أجله: اخطبها الى نفسها».
  فإن كانت حائلاً وكانت من ذوات الحيض كان عدتها به. قال الله تعالى {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ}[البقرة: ٢٢٨] والقرء الحيض.
  في شرح الاحكام: قال القاسم في رواية ابن جهشيار عنه في قوله {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ}[البقرة: ٢٢٨] القرء الحيض وليس بالأطهار.
  وفيه حدثنا أبو العباس الحسني | قال: أخبرنا عبد العزيز بن اسحاق قال: حدثنا علي بن محمد النخعي قال: حدثنا المحاربي قال: حدثنا نصر بن مزاحم، عن ابراهيم، عن أبي خالد، عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي $