(باب الظهار)
  أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ}[المجادلة: ٢] قال الله تعالى {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ٣ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا}[المجادلة: ٣ - ٤].
  في شرح الأحكام: أخبرنا أبو العباس الحسني | قال: أخبرنا أحمد بن سعيد قال: أخبرنا عمار بن رجا قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا ابن ادريس عن محمد بن اسحق، عن معمر بن عبد الله بن حنظلة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن خولة بنت مالك قالت «ظاهر مني زوجي فجيت رسول الله ÷ أشكو فما برحت حتى نزل القرآن {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}[المجادلة: ١] فقال: يعتق رقبة. قلت لا يجد. قال فيصوم شهرين متتابعين. قلت يا رسول الله إنه شيخ كبير ما به من صيام قال: فيطعم ستين مسكينا. قلت: ما عنده شيء يتصدق به قال: فإني أعينه بعرق من تمر قلت: يا رسول الله وأنا أعينه. فقال: قد أحسنت اذهبي فاطعمي عنه ستين مسكيناً.
  شرح التجريد أن الآية نزلت في شأن خولة بنت مالك. وقيل خويلة وقيل جميلة. رواه يحيى في الأحكام.
  وفي الشفا خبر: وروى الهادي الى الحق # «أن آية الظهار نزلت في شأن ظهار أوس بن الصامت الأنصاري من زوجته خولة بنت ثعلبة وذلك «أنه نظر اليها وهي تصلي فأعجبته فأمرها أن تنصرف فأبت وتمت على صلواتها فغضب وقال أنت علي كظهر أمي وكان طلاقاً في الجاهلية وهو الظهار. فندم وندمت فأتت رسول الله ÷ فذكرت له ذلك وقالت: أنظر هل ترى له من توبة؟ فقال: ما أرى له من توبة في مراجعتك فرفعت يدها الى السماء وقالت اللهم إن أوس طلقني حين كبرت سني وضعف بدني ودق عضمي، وذهبت حاجة الرجال مني. فرحمها الله تعالى فأنزل الله الكفارة فدعاه رسول الله ÷ فقال رسول الله ÷ اعتق رقبة فقال: لا أجدها قال: صم شهرين. فقال: يارسول الله: إن لم آكل كل يوم ثلاث مرات لم أصبر. فقال رسول الله ÷ أطعم ستين مسكيناً. فقال: ما عندي ما أتصدق به إلا أن