الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [الشروع في نقل ما جاء من الأدلة المتعلقة بمودة ذوي القربي وهم آل رسول الله ÷]

صفحة 122 - الجزء 1

  وابن ماهويه في مسنده عن عبد عن شعبه، ويوسف عنه. وبه: حدثنا عبد بن حميد حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس رضي عنهما أنه قال في هذه {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣] إلا أن تَوَدّوني في قرابتي ولا تُؤذُوني.

  وعامر عَنهُ وبه: حدثنا عبد، حدثنا نعيم، حدثنا سفيان، عن داود، عن الشعبي، عن ابن عباس ® قال: إلا أن تَصِلوا قرابتي ولا تكذِّبون.

  أخبرنا الهيثم بن أبي الهيثم القاضي، أخبرنا بشر بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الله أبو بكر الختلي ببغداد، حدثنا نصر بن علي، أخبرني حدثنا شعبه، عن داود، عن الشعبي، قال خالفني أهل الكوفة فيها فكتبت إلى ابن عباس ¥ في قوله ø {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣] قال: أن تصلوني في قرابتي.

  أخبرونا عن أبي رجا السبخي⁣(⁣١) في تفسيره أخبرنا الياس بن الفضل أخبرنا نوفل بن داود، عن ابن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس ® - أن رسول الله ÷ قدم المدينة وليس بيده شيء، فكانت تنوبه نوائب وحقوق، وكان يتكفلها وليس بيده سعة فقالت الأنصار فيما بينها: هذا رجلٌ قد هداكم الله على يديه وهو ابن أختكم، تنوبه نوايب وحقوق، وليس في يده سعة، فاجمعوا له طائفة من أموالكم ثم أُتوه بها، يستعين بها على ما ينوبه ففعلوا ثم أتوه بها فنزل {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣] يعني على الإيمان والقرآن ثمنا: يقول رزقا ولا جُعْلاً إلا أن توادّوا قَرَابتي من بعدي فوقع في قلوب القوم شيء منها. فقالوا: استغني عما في أيدينا أراد أن يحثنا على ذوي قرابته من بعده، ثم خرجوا، فنزل جبريل #، وأخبره أن القوم قد اتهموك فيما قلت فأرسل إليهم فأتوه فقال لهم انشدكم بالله وما هداكم لدينه، أتتهمَوني فيما حدثتكم به على ذوي قرابتي؟ قالوا لا يا رسول الله إنك عندنا صادق بارُّ ونزل {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}⁣[الشورى: ٢٤] الآية فقام القوم كلهم فقالوا: يا رسول الله إنا نعهد أنك صادق، ولكن وقع ذلك في قلوبنا


(١) السبخي بفتح السين المهملة والباء الموحدة وبالخاء المعجمة، منسوب إلى السبخة: موضع بالبصرة منه فرقة انتهي من المغني.