الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (القول في الاشتراك في الشرب)

صفحة 186 - الجزء 4

  المدينة في سيل مهزور⁣(⁣١) وكان يصب فيها حتى حُوّل فقال أهل أسفل الوادي: أهل أعلى الوادي يُمْسِكُون عنا الما فقضى بينهم رسول الله ÷ لصاحب الزرع إلى الشراكين ولصاحب النخل إلى الكعبين ثم يرسلون إلى من هو أسفل منهم.

  وفي شرح الأحكام لابن بلال |: أخبرنا السيد أبو العباس | قال: حدثنا علي بن الحسن بن شيبة قال: حدثنا اسحق ابن أحمد بن مهران قال: حدثنا اسحق بن سليمان عن مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه «أن رسول الله ÷ قضى في سيل مهزوز: يحبس حتى يبلغ الكعبين ثم يرسل الأعلى إلى الاسفل». وأخبرنا السيد أبو العباس قال: أخبرنا ابن شيبة قال: حدثنا ابن مهران قال: حدثنا اسحق بن سليمان عن معاوية بن يحيى عن الزهري قال: اختصم الزبير بن العوام ورجل من الأنصار إلى النبي ÷ في شرب ماء من واد كان يمر بهم وكان أرض الزبير فوق أرض الأنصاري فقال رسول الله ÷: «يا زبير اسق أرضك فإذا رويتها فأرسل فضل الماء إلى أرض اخيك. فقال الانصاري وغضب: يا رسول الله: لا يمنعك وان كان ابن عمتك أن تقضي بيننا بالحق. فقال رسول الله ÷: يا زبير اسق أرضك فإذا أرويتها فاحبس الماء حتى يبلغ الجدر ثم أرسل الماء إلى أخيك.

  وفي الشفا خبر وروى الزهري قال اختصم الزبير بن العوام ورجل من الانصار إلى النبي ÷ في شرب ما من واد كان يمر بهم وكانت ارض الزبير فوق أرض الانصاري فقال النبي ÷ «اسق أرضك فاذا أرويتها فأرسل الماء إلى اخيك فقال الانصاري يا رسول الله لا يمنعك ان كان ابن عمتك أن تحكم بيننا بالحق. فقال النبي ÷ يا زبير اسق ارضك ثم أمسك الماء حتى يبلغ الجدار ثم أرسل إلى أخيك.

  وأخرج مالك في الموطا عن عمرو بن حزم أنه بلغه أن رسول الله ÷ قال في سيل مهروز ومذينيب «يمسك حتى الكعبين ثم يرسل الأعلى إلى الاسفل».

  وأخرج البخاري عن عروة عن عبد الله بن الزبير أنه حدثه أن رجلا من الانصار خاصم الزبير عند النبي ÷ في شراح⁣(⁣٢) الحرة التي يسقون بها النخل


(١) مهزور وادي بني قريظة بالحجاز فاما بتقديم الرا على الزاي فموضع سوق المدينة تصدق به رسول الله ÷ على المسلين انتهى.

(٢) الشراح مسيل الماء من الحرة إلى السهل انتهى نهاية