الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [فيما ورد من أحاديث عن رسول الله ÷ أنه ترك في المسلمين كتاب الله تعالى وسنته وعترته أهل بيته وبيان منهم أهل بيته وما يجب على المسلم نحوهم]

صفحة 138 - الجزء 1

  جعفر، وآل عباس ¤. قيل: كل هؤلاء حُرم الصدقة؟ قال: نعم. أخرجه مسلم في صحيحه من طرق.

  ولفظه في أحدها قلنا - أي لزيد -: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا أيم الله، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها، فترجع الى أبيها وقومها: أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.

  وأخرجه الحاكم في المستدرك من ثلاث طرق، وقال في كل واحد منها: أنه صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ولقظ الطريق الأولى: «لما رجع النبي ÷ من حجة الوداع، ونزل بغدير خُمّ، مَرّبِدَوْحَات، فَقُمَّت، ثم قام، ثم قال: كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين: أحدها أكبر من الآخر، كتاب الله ø، وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إن الله ø مولاي، وأنا ولي كل مؤمن». ولفظ الطريق الثانية: «نزل رسول الله ÷ بين مكة والمدينة عند سمرات، خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت السمرات، ثم راح رسول الله ÷ عشيةً، فصلى، ثم قام خطيباً، فحمد الله ø، وأثنى عليه وذكّر، ووعظ، فقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: أيها الناس إني تارك فيكم أمرين، لن تضلوا إن تبعتموهما، وهما: كتاب الله، وأهل بيتي، عترتي». ولفظ الطريق الثالثة: إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وأهل بيتي، وإنها لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

  وأخرجه الطبراني، وزاد فيه عقيب قوله: «وإنها لن يفترقا حتى يردا علي الحوض: سألت ربي ذلك لهما، فلا تَقدَّمُوهَما فتهلكوا، ولا تقصروا عنها فتهلكوا، ولا تُعَلِّموهم فإنهم أعلم منكم».

  وروى الحافظ جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي المدني، في كتابه «نظم درر السمطين»: حديث زيد من غير إسناد، ولا عزو، ولفظه: وروى زيد بن أرقم قال: وأقبل رسول الله ÷ يوم حجة الوداع، فقال: إني فَرَطكم⁣(⁣١) على الحوض، وإنكم


(١) بالفتح المتقدم. وبالضم، الظلم والتعدي، قال تعالى: وكان أمره فرطا، انتهي نقلا عن هامش الأصل.