الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[فرع]

صفحة 242 - الجزء 4

  وأخرج البخاري عن ابن عمر عن النبي ÷ [أنه] قال: «الظلم ظلمات يوم القيامة».

  وأخرج البخاري عن أنس قال: قال رسول الله ÷: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قالوا: هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال: تاخذ فوق يديه».

  وأخرج ايضا عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «من ظلم من الأرض شيئا طوقه من سبع أرضين».

  وأخرج ايضا عن محمد بن ابراهيم أن ابا سلمة حدثه انه كان بينه وبين أناس خصومة فذكر لعائشة فقالت: يا أبا سلمة اجتنب الأرض فإن النبي ÷ قال: «من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه الله من سبع ارضين».

  وأخرج عن ابن عمر قال: قال النبي ÷: «من أخذ من الأرض شيئا بغير حق خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين وأخرج أيضا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «من كان له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون لا دينار ولا درهم ان كان له عمل صالح اخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه». وأخرج النسائي عن كعب بن عجره قال: خرج علينا رسول الله ÷ ونحن تسعة: «انه سيكون من بعدي امراء، من صَدَّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، وليس بوارد عليّ الحوض ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وهو وارد علي».

  قلت فمثل هذه الآيات والأحاديث هي التي اوجبت على عظما آل رسول الله ÷ مباينة الظالمين من الأموية والعباسية وأشباههم من الجائرين والخروج عليهم لما في الظلم اليسير من العذاب الكثير فالله يلحقنا بأهل بيت رسوله ÷ ولا خالفنا عن طريقة الحق امين.

  الإتقا والحذر من دعوة المظلوم: أخرج البخاري عن ابن عباس أن النبي ÷ بعث معاذا إلى اليمن فقال: «اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب» والأحاديث في هذا الباب واسعة جدا والاجماع على قبحه وتحريمه شرعا من