الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [فيما ورد من أحاديث عن رسول الله ÷ أنه ترك في المسلمين كتاب الله تعالى وسنته وعترته أهل بيته وبيان منهم أهل بيته وما يجب على المسلم نحوهم]

صفحة 140 - الجزء 1

  وعن حذيفة بن أسيد الغفاري، ¥ أو زيد بن أرقم قال: لما صدَرَ رسول الله ÷ من حجة الوداع: نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن، ثم بعث إليهن، فقمّ ما تحتهن من الشوك، وعمد إليهن، فصلي تحتهن، ثم قام فقال: «أيها الناس، إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يُعمَّر نبيٌّ إلا نصف عمر الذي يليه مِنْ قَبله، وإني لأظن أن يوشك أن أدعى، فأجيب، فإني مسؤول، وأنتم مسؤولون، فإذا أنتم قائلون؟» قالوا: نشهد أنك قد بلغت، وجاهدت، ونصحت، فجزاك الله خيرا، فقال ÷: «أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق، وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث بعد الموت حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ ÷ قالوا: بلي نشهد بذلك. قال: «اللهم اشهد»، ثم قال: «يا أيها الناس إن الله تعالى مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليًّا # -، ثم قال: «اللهم وال من والاه، وعاد من، عاداه» ثم قال: «يا أيها الناس إني فرطكم على الحوض، وإنكم واردون عليَّ الحوض، حوض أعرض بين بصري إلى صنعاء، فيه عدد النجوم، قِدحانٌ من فضة، وإني سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلُفوا فيهما، الثقل الأكبر: كتاب الله ø، سبب طرفه بيد الله تعالى، و طرف بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا، ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبّأني اللطيف الخبير أنها لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض». أخرجه الطبراني في الكبير، والضياء في المختارة، من طريق سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل ®، وهما من رجال الصحيح، عن حذيفة، أو زيد بالشك. وأخرجه أبو نعيم في الحلية وغيره، من حديث زيد بن الحسن الأنماطي، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، وهما من رجال الصحيح، عن حذيفة وحده من غير شك به.

  وعن ابن الطفيل رضي الله تعالى عنه أن عليّا # قام، فحمد الله تعالى، وأثنى عليه، ثم قال: أنشد الله تعالى من شهد يوم غدير خم إلا قام، ولا يقم رجل يقول: نُبئت أو بلغني، إلا رجل سَمِعَت أُذناه، ووعاه قلبه. فقأم سبعة عشر رجلاً منهم خزيمة بن ثابت، وسهل بن سعد، وعدي بن حاتم، وعقبة بن عامر، وأبو