الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [فيما ورد من أحاديث عن رسول الله ÷ أنه ترك في المسلمين كتاب الله تعالى وسنته وعترته أهل بيته وبيان منهم أهل بيته وما يجب على المسلم نحوهم]

صفحة 141 - الجزء 1

  أيوب الأنصاري، وأبو سعيد الخدري، وأبو شريح الخزاعي، وأبو قُدامة الأنصاري، وأبو ليلى، وأبو الهيثم بن التّيهان، ورجال من قريش، فقال علي #: هاتوا ما سمعتم. فقالوا: «نشهد أنا أقبلنا مع رسول الله ÷ من حجة الوداع، حتى إذا كان الظهر خرج رسول ÷، فأمر بشُجيرات، فشذِّبن، وألقي عليهن ثوب، ثم نادى بالصلاة، فخرجنا، وصلينا، ثم قام، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس ما أنتم قائلون؟ قالوا: قد بلغت. قال: اللهم اشهد، ثلاث مرات. قال: إني أوشك أن أدعي، فأجيب، وإني مسؤول، وأنتم مسؤولون. ثم قال: ألا إن دماءكم، وأموالكم؛ حرام كحرمة يومكم هذا، وحرمة شهركم، أوصيكم بالنساء، أوصيكم بالجار أوصيكم بالمماليك، أوصيكم بالعدل والإحسان. ثم قال: أيها الناس، إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنها لن يفترقا حتى يردا على الحوض، نبَّأني بذلك اللطيف الخبير»، وذكر الحديث في قوله: «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه» فقال علي # صدقتم، وأنا على ذلك من الشاهدين، أخرجه ابن عقدة من طريق محمد بن كثير، عن قطر، وأبي الجارود، كلاهما عن أبي الطفيل.

  وعن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله ÷: «إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله ø، حبل ممدود ما بين السماء والأرض، أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنها لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض». أخرجه أحمد في مسنده، وعبد بن حميد بسند جيد، ولفظه: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي ... الحديث»، وأخرجه الطبراني في الكبير، برجال ثقات، ولفظه: «إني تارك في خليفتين: كتاب الله ø، وأهل بيتي، إنها لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

  وعن ضمرة الأسلمي قال: لما انصرف رسول الله ÷ من حجة الوداع أمر بشجيرات فقمِّمن بوادي خُمّ وهَجَر، فخطب الناس، فقال: «أما بعد أيها الناس، فإني مقبوض أوشك أن أُدعى، فأُجيب، فما أنتم قائلون؟

  فقالوا: نشهد أنك قد بلغت، ونصحت، وأدّيت، قال: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيها»، أخرجه ابن عقده في الموالاه.