الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [فيما ورد من أحاديث عن رسول الله ÷ أنه ترك في المسلمين كتاب الله تعالى وسنته وعترته أهل بيته وبيان منهم أهل بيته وما يجب على المسلم نحوهم]

صفحة 142 - الجزء 1

  وعن عامر بن ليلى بن ضمره، وحذيفة بن أسيد رضي الله تعالى عنهما قال: «لما صدر رسول الله ÷ من حجة الوداع، ولم يحج غيرها، أقبل حتى إذا كان بالجحفة، نهى عن سمراتٍ بالبطحاء متقاربات، لا ينزلوا تحتهن، حتى إذا نزل القوم، وأخذوا منازلهم سِواهُنّ، أرسل إليهن، فقُمّ ما تحتهن، وشذبن عن رؤوس القوم، حتى إذا نودي للصلاة غَدي، إليهن، فصلى تحتهن، ثم انصرف إلى الناس، وذلك يوم غديرخُمّ - وخم من الجحفة، وله بها مسجد معروف فقال: يا أيها الناس، إني قد نبأني اللطيف الخبير، أنه لم يعمّر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قَبْلَه، وإني لأظن أن أُدعى فأجيب، وإني مسؤول، وأنت مسؤولون، هلْ بلغتُ؟ فما أنتم قائلون؟ قالوا: نقول: قد بلغت، وجاهدت، ونصحت، فجزاك الله عنا خيراً قال ÷: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق، وأن ناره حق، والبعث بعد الموت حق؟ قالوا: بلى نشهد. قال ÷: اللهم أشهد. ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون، ألا فإن الله مولاي، وأنا أولى بكم من أنفسكم، ألا ومن كنت مولاه فهذا مولاه، وأخذ بيد عليّ #، فرفعها حتى عرفه القوم أجمعون، ثم قال: اللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه. ثم قال ÷: أيها الناس أنا فرطكم على الحوض، وإنكم واردون عليّ، الحوض أعرض ما بين بصري وصنعاء، فيه عدد نجوم السماء قدحان من فضة، ألا وإني سائلكم حين تردون عليّ الحوض عن الثقلين، فأنظروا كيف تخلفوني فيهما حين تلقوني، قالوا: وما الثقلان يارسول الله؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله، سبب، طرف بيد الله، و طرف بأيديكم، فاستمسكوا به، ولا تضلوا، ولا تبدلوا، ألا وعترتي فإني قد نبّأني اللطيف الخبير، أن لا يفترقا، حتى يَلْقَيانِي، وسألت الله لهم ذلك، فأعطاني، فلا تسبقوهم فتهلكوا، ولا تعلموهم، فهم أعلم منكم». أخرجه ابن عقدة في الموالاة من طريق عبد الله بن سنان، عن أبي الطفيل عنهما: به.

  وفيه: وعن علي # أن النبي ÷ قال: «قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، سبب بيده وسبب و بأيديكم، وأهل بيتي». أخرجه إسحاق بن لا هويه في مسنده من طريق كثير بن زيد، عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده علي #، وهو سند جيد.