(وللعتق أسباب)
  وذكر في جامع الاصول رواية عن عائشة أنها أعتقت جارية لها عن دَبَر ثم إن عائشة مرضت بعد ذلك مرضا شديدا مدة طويلة فدخل عليها سندي فقال لها انت مطبوبة قالت من طبني قال امرأة من نعتها كذا وكذا أو وصفها وقال: بال الآن صبي في حجرها فقالت عائشة لجارية اخرجي ادعي لي فلانة يعني مدبرتها فوجدتها في بيت جيران لها في حجرها صبي قد بال عليها قالت حتى اغسل بول هذا الصبي فغسلته ثم جاءت فقالت لها عائشة اسحرتني؟ قالت: نعم. قالت: ولم ذلك؟ قالت احببت العتق. قالت عائشة: فوالله لا تعتقين أبدا. فأمرت ابن اختها ان يبيعها ممن يسيء الملكة عليها قالت وابْتع بثمنها رقبة حتى اعتقها ففعل فلبث ما شاء الله من الزمان ثم انها رأت في النوم أن قائلا يقول اغتسلي من ثلاثة ابور يمد بعضها بعضا فانك تشفين قالت عمرة فدخل على عائشة اسماعيل بن عبد الله بن ابي بكر وعبد الرحمن بن اسعد بن زراره فذكرت لهما الذي رأت فانطلقا إلى قبا فوجدا آبارا يمد بعضها بعضا فاستقوا من كل بير ثلاثة شجب قال سويد يعني دلاء فملأوا الشجب من جميعها فاتوا به عائشة فاغتسلت به فشفيت. أخرجه ض. وقد نقل هذا بكماله في المعتمد لابن بهران.
  وأخرج البخاري في باب بيع المدبر عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «اذا زنت أَمَةُ احدكم فتبين زناها فليحدها الحد ولا يثرب عليها ثم ان زنت فليحدها ولا يثرب عليها ثم إن زنت الثالثة فتبين زناها فليبعها ولو بحبل من شعر».
  وفي الجامع الصغير: قال رسول الله ÷: «اذا سرق المملوك فبعه ولو بنش» قال أخرجه أحمد والبخاري في الأدب وابو داود عن ابي هريرة فدل على جواز بيع العبد المشوب لاجل الفسق والله اعلم.
  وفي الشفا خبر: وعن جابر «ان رجلا من بني عذرة اعتق عبداً له يقال له يعقوب لا مال له غيره يعني دبره وروى وعليه دين فباعه النبي ÷ فاشتراه نعيم بن عبد الله بتسع مائة در هم وروى بسبعمائة درهم وروى بثمان مائة درهم» ثم قال ÷: «اذا احتاج أحدكم فليبدا بنفسه» وروى انه قال له: «الله غنى عنه وأنت اليه أحوج».