الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب الكتابة)

صفحة 266 - الجزء 4

  وأخرج البيهقي في تفسير قوله تعالى {وَآتُوهُمْ}⁣[النور: ٣٣] الآية عن عطا ابن السايب ان عبد الله بن حبيب حدث عن علي بن أبي طالب ¥ عن النبي ÷ {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}⁣[النور: ٣٣] قال: ربع الكتابة. وأخرج البيهقي من طريق اخرى عن عبد الاعلى عن ابي عبد الرحمن السلمي عن علي ¥ في قوله تعالى {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}⁣[النور: ٣٣] قال الربع.

  قال ابن حجر في التلخيص في باب الكتابة حديث: يحط عن المكاتب قدر ربع كتابته. النسائي والحاكم من طريق ابن عبد الرحمن السلمي عن علي مرفوعا وموقوفا وصحح النسائي الموقوف كذا قال البيهقي والدارقطني وقال ابن عبد الحق ورواه ابن جريج عن عطا بن السايب عن السلمي مرفوعا وابن جريج انما سمع عطا بعد الاختلاط ورواية الوقف أصح انتهى. قال في الشفا والاقرب عندنا وجوب الايتا لقوله تعالى {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}⁣[النور: ٣٣] فامر بالاء يتاء والامر يقتضي الوجوب والى وجوب الاتيان ذهب طائفة من العلماء. قلت: وهذا القول أولى لانه أخذ بالأحوط وقد قال ÷: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» وانما جعلناه على جهة الأولوية والاحتياط لأنه يلزم الامير الحسين بن محمد | ان يقول بوجوب الكتابة إذا طلبها وهو لا يقول بالوجوب في الامر بالكتابة فيكون أحد الأمرين واجبا والآخر مندوباً ويكون شبه الجمع بين الحقيقة والمجاز وهو غير جائز كما حقق في مظانه والله اعلم.

  ويندب إعانته على العموم لقوله تعالى {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}⁣[النور: ٣٣] ويندب ان يدعو المكاتب عند عجزه عن الأداء المامور وهو ما أخرجه الترمذي عن علي # ان مكاتبا جاءه فقال اني عجزت عن مكاتبتي قال الا اعلمك كلمات علمنيهن رسول الله ÷ لو كان عليك مثل جبل صبير دينا أداه الله عنك اللهم أغنني بحلالك عن حرا امك وأغنني بفضلك عمن سواك. وقال الترمذي حسن غريب.

  قال في الجامع الكافي في المكاتب يعجز عن نجم واحد واذا لم يوجد نجما عند محله فليس للسيد أن يرده بذلك في الرق ولا يحكم له به فإن آخر نجما قد حل عليه ثم نجم آخر ثم قدمه السيد إلى القاضي: أجله ثلاثة أيام فان أدى فيها وإلا قضى عليه القاضي بالعجز وهذا قول علي بن أبي طالب # انه قال: إذا عجز فادخل