(باب ذكر ما يكره أكله)
  أختي هزيلة بنت الحارث، فقال رسول الله ÷ لعبد الله بن العباس وخالد بن الوليد كلا فقالا: لا نأكل ولم يأكل رسول الله ÷ فقال: إني ليحضرني من الله حاضره فقالت ميمونة: أسقيك يا رسول الله من لبن عندنا؟ قال: نعم. فلما شرب قال: من أين لكم هذا؟ قالت أهدته لي اختي. فقال رسول الله ÷ أرأيت جاريتك التي كنت استامرتني في عتقها أعطيها أختك وصليها بها ترعى عليها فانه خير لك».
  وفي أصول الأحكام وعن أبي سعيد الخدري أن أعرابيا سأل رسول الله ÷ عن الضب فقال إن الله سخط على سبط من بني إسرائيل فمسخهم دواب يدبون الأرض فما أظنهم إلا هولاء ولست أكلها ولا أحرمها.
  وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس «أن خالد بن الوليد أخبره أنه دخل مع رسول الله ÷ على ميمونة زوج النبي ÷ وهي خالته وخالة ابن عباس فوجد عندها ضبَّا محنوذا، قدمت به اختها حفيدة بنت الحارث من نجد فقدمت الضب لرسول الله ÷ وكان قل ما يقدم اليه طعام حتى يحدث عنه، ويسمى له، فأهوى رسول الله ÷ بيده إلى الضب فقالت امرأة من النسوة الحضور: أخبرن رسول الله ÷ بما قدمتن له قلن: هو الضب يا رسول الله فرفع رسول الله ÷ يده فقال خالد بن الوليد: أحرام الضب يا رسول الله؟ قال: لا. ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافة قال خالد، فأجررته فأكلته، ورسول الله ينظر فلم ينهني».
  وفي رواية عن ابن عباس نفسه قال «أهدت خالتي ام حفيده إلى رسول الله ÷ سمنا وإقطا وضبَّا فأكل من السمن، والإقط، وترك الضب، تقذُّراً وأكل على مايده رسول الله ÷ ولو كان حراماً ما أكل على مايدة رسول الله ÷ هذا» من رواية البخاري مسلم كما ذكرنا، ولهما، وللموطأ، وابي داود، والنسائي فيه روايات كثيرة.
  وأخرج في الموطأ عن سليمان بن يسار قال «دخل رسول الله ÷ بيت ميمونة بنت الحارث فإذا ضباب فيها بيض ومعه عبد الله بن العباس وخالد بن الوليد فقال من أين لكم هذا؟ فقالت: أهدته لي اختي هزيلة بنت الحارث فقال لعبد الله بن العباس وخالد بن الوليد: كلا فقالا: أو لا تأكل يا رسول الله؟ فقال إني تحضرني من الله حاضرة الحاضرة من الله الملائكة الذين يحضرونه، قالت ميمونة أسقيك يا رسول الله من لبن عندنا. قال: نعم» وفيه زيادة تركته اختصارا.