الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب ما يستحب أكله)

صفحة 382 - الجزء 4

  وندب ثرد الطعام وهو فَتُّه لما رواه ابن عباس قال «أحب الطعام إلى رسول الله ÷ الثريد من الخبز والثريد من الحيس» وعن أسما بنت أبي بكر أنها إذا ثردت شيئاً غطته حتى يذهب فوره ثم تقول: سمعت رسول الله ÷ يقول: إنه أعظم البركة» رواه أحمد باسنادين أحدهما منقطع وفي الآخر ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف. رواه الطبراني.

  وعن جويرية أن النبي ÷ «كان يترك الطعام بين يديه حتى تذهب فورة دخانه» رواه الطبراني. وفيه راوٍ لم يسم وبقية اسناده حسن.

  وأخرج البخاري ومسلم عن عمر بن أبي سلمة قال «كنت غلاما في حجر رسول الله ÷ وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله ÷: يا غلام سمِّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك فما زالت تلك طعمتي بعد» وفي رواية قال «أكلت يوما مع رسول الله ÷ طعاماً فجعلت آكل من نواحي الصحفة فقال لي رسول الله ÷ كل مما يليك».

  وأخرج الترمذي عن عبد الله بن عكراش بن ذويب عن أبيه قال «بعثني بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم إلى رسول الله ÷ فقدمت المدينة فوجدته جالساً بين المهاجرين والانصار قال: فاخذ بيدي فانطلق إلى بيت ام سلمة فقال: هل من طعام؟ فأُتِيْنَا بجفنة كثيرة الثريد والوذر فأقبلنا نأكل منها فَخَبَطْتُ في نواحيها وأكل رسول الله ÷ من بين يديه فقبض بيده اليسرى على يدي اليمنى ثم قال: يا عكراش كل من موضع واحد فإنه طعام واحد ثم أتينا بطبق فيه ألوان التمر أو الرطب، شك عبد الله، فجعلت آكل من بين يدي وجالت يد رسول الله ÷ في الطبق فقال: يا عكراش كل من حيث شئت فإنه غير لون واحد ثم أتينا بماء فغسل رسول الله ÷ ومسح بِبَلِّ كفيه وجهه وذراعيه ورأسه وقال يا عكراش: هكذا الوضوء مما غيرت النار».

  وأخرج الترمذي أيضا عن ابن عباس قال «قال رسول الله ÷: البركة تنزل وسط الطعام، فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه».

  وأخرج أبو داود عن ابن عباس قال: قال رسول الله ÷ «إذا أكل أحدكم طعاما فلا يأكل من أعلا الصحفة، ولكن ليأكل من أسفلها فإن البركة تنزل في أعلاها».