الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب ما يستحب أكله)

صفحة 383 - الجزء 4

  وأخرج أبو داود عن عبد الله بن بشر قال «كان لرسول الله ÷ قصعة» يقال لها: الغرا يحملها أربعة رجال، فلما أضحوا وسجدوا الضحى أُتي بتلك القصعة وقد ثرد فيها والتفوا عليها فلما كثروا: جثى رسول الله ÷ فقال له أعرابي: ما هذه الجلسة؟ فقال رسول الله ÷: إن الله جعلني عبدا كريما، ولم يجعلني جبارا عنيدا، ثم قال رسول الله ÷: كلوا من جوانبها، ولا تأكلوا من ذروتها، يبارك فيها».

  جَثى يجثو: إذا قعد على ركبتيه وهي من الأداب التي فعلها رسول الله ÷.

  وفي الشفا خبر وعن النبي ÷ «إذا أتيتم بالخبز واللحم فابدؤا بالخبز فسدوا به ذلك الجوع، ثم كلوا اللحم» وأخرج البخاري عن أبي جحيفة قال «كنت عند رسول الله ÷ فقال لرجل عنده: لا آكل متكئا أو: وأنا متكي» ولأبي داود نحوه. قال الخطابي المتكي. المعتمد على الوطآء الذي تحته وكل من استوى على وطآء فهو متكي. وأخرج مسلم عن أنس قال: «اتي رسول الله ÷ بتمر هدية: فجعل يقسمه وهو محتفز فأكل منه أكلاً ذريعا» وفي رواية «حثيثا».

  المحتفز: المستعجل المستوفز: الرجل يحتفز في جلوسه كأنه يتهيأ للقيام ..

  اخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن ابن عباس قال «قال رسول الله ÷: إذا أكل أحدكم طعاماً فلا يمسح أصابعه حتى يلعقها وأخرج مسلم أن رسول الله ÷ «أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة».

  وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي عن أنس قال «كان رسول الله ÷ إذا أكل طعاماً ولعق أصابعه الثلاث وقال: إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى، وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، وأمرنا أن نسلت القصعة، وقال: إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة» زاد رزين «إن آنية الطعام لتستغفرن للذي يلعقها وتقول: أعتقك الله من النار، كما أعتقتني من الشيطان».

  وأخرج الترمذي عن أم عاصم وهي أم ولد لسنان بن عاصم قالت: دخل علينا نبيشة الخير ونحن نأكل في قصعة فحدث أن رسول الله ÷ قال «من أكل من قصعة ثم لحسها استغفرت له تلك القصعة»

  أخرج مسلم وأبو داود والترمذي عن ابن عباس «أن رسول الله ÷ خرج يوما من الخلا، فقدم إليه طعام، فقالوا: ألا نأتيك بوضوء؟ فقال: إنما أمرت