الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب ما يستحب أكله)

صفحة 384 - الجزء 4

  بالوضوء إذا قمت للصلاة» وأخرج الترمذي وأبو داود عن سلمان قال قرأت في التوارة أن بركة الطعام الوضوء بعده فذكرت ذلك للنبي ÷ فقال رسول الله ÷ «بركة الطعام الوضوء قبله وبعده».

  دل على ندب غسل اليدين قبله وبعده. ودل الحديث الاول على عدم وجوبه وإن تعقب الخروج من قضاء الحاجة⁣(⁣١).

  وأخرج الستة إلا الموطأ عن ابن عباس «أن رسول الله ÷ شرب لبنا فدعا بماء فمضمض فاه وقال: إن له دسماً».

  دل على استحباب المضمضة لإزالة الدسومات الباقية من أثر الطعام.

  قال في الجامع الكافي قال محمد وينبغي لمن أكل شيئا من الطعام أن يتخلل قبل أن يصلي ذكر ذلك عن النبي ÷ وإن تمضمض ولم يتخلل أجزاه فإن أكل شيئا مما بقى له وضر، أو دسم في أضراسه، وبين أسنانه فيستحب له أن يتخلل ويتمضمض منه قبل الصلاة.

  وفيه: وروى محمد عن النبي ÷ أنه قال: من اكل فليتخلل ومن تخلل فليلفظ وقال محمد: ومن أكل من لحوم الإبل. فأمر به وقد ذكر فيه رخصه أنه لا وضوء منها وكذا مما مسته النار في جميع اللحمان وغيرها فلا وضوء منه روى محمد عن النبي ÷ «أنه اكل خبزا ولحما وتمضمض ولم يتوضأ» وعن النبي ÷ «أنه أُتي بكتف خروف مشوية فأكل ثم دعا بلبن إبل فمذق له فشرب قال محمد: مذق خلط بماء ثم دعا بماء فغسل يده من غَمَر اللحم ومضمض فاه ثم تقدم: فصلى بنا، ولم يحدث طهورا»

  وفيه: وقول محمد: ويكره للرجل المسلم أن يواكل الكفار أو يخالطهم في أمورهم وقد روى عن النبي ÷ أنه قال «لا تصحب إلا مومنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي» وقد قال رسول الله ÷ «أن اصطفى لطعامك من يحب الله ø»

  وفيه «قال الحسن #: أجمع آل رسول الله ÷ على الاقتصاد في الطعام، وإن اتسع متسع في النفقة من حله لم يضيق ذلك عليه إلا أن ينفق من غير حله، فذلك سرف كله، قليله وكثيره».


(١) بعد الاستنجا طبعاً.