(القول فيما يستحب لباسه)
  والاستيذان بالتسليم ثلاث مرات على أهل الدار إما بان يقول المستأذن ندخل عليكم والأولة: ينبه من في الدار، والثانية يتأهب فيها الناس ويأخذون لباسهم، والثالثة: يجيبون فيها بادخل أولا تدخل إن قيل له: ادخل دخل وإن قيل له: ارجع رجع.
  وأخرج أبو داود عن ربعي بن حراش قال «جاء رجل من بني عامر فاستأذن على رسول الله ÷ وهو في بيت فقال: ءألج فقال رسول الله ÷ لخادمه: انطلق إلى هذا فعلمه الاستيذان فقل له قل: السلام عليكم آدخل فسمع الرجل ذلك من رسول الله ÷ فقال: السلام عليكم آدخل فأذن له رسول الله ÷ فدخل».
  وأخرج عن قيس بن سعد قال زارنا رسول الله ÷ في منازلنا فقال: السلام عليكم ورحمة الله فرد أبي رداً خفيا فقلت: ألا تأذن لرسول الله؟ فقال ذره حتى يكثر علينا من السلام فقال رسول الله ÷ السلام عليكم ورحمة الله فرَدَّ سعد رداً خفيا ثم قال رسول الله ÷ السلام عليكم ورحمة الله، ثم رجع رسول الله ÷ فأتبعه سعد فقال: يا رسول الله: إني كنت أسمع تسليمك وأرد عليك رداً خفيا لتكثر علينا من السلام فانصرف معه رسول الله ÷ فأمر له سعد بغسل فاغتسل، ثم ناوله ملحفة مصبوغة بزعفران أو ورس فاشتمل بها، ثم رفع رسول الله ÷ يديه وهو يقول: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد قال: ثم أصاب رسول الله ÷ من الطعام فلما أراد الانصراف قرب له سعد حماراً قد وَطَّا عليه بقطيفة فقال سعد: يا قيس: إصحب رسول الله ÷ فصحبته فقال لي رسول الله ÷: اركب معي فأبيت فقال: إما أن تركب معي وإما أن تنصرف فانصرفت».
  وأخرج أيضا عن عبد الله بن بسر قال: «كان رسول الله ÷ إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول: السلام عليكم» وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور وأخرج ابن ماجة عن أبي أيوب الأنصاري قال: «قلنا يا رسول الله: هذا السلام فما الاستئناس؟ قال: يتكلم الرجل بتسبيحة وتكبيرة وتحميدة وتنحنح يؤذنُ أهل البيت».
  وأخرج عن علي # قال كان لي من النبي ÷ مدخلان مدخل بالليل ومدخل بالنهار فكنت إذا أتيته وهو يصلي تنحنح لي» قلت: ويحمل من منع التنحنح في الصلاة على أن هذا كان صادراً قبل تحريم الكلام في الصلاة