الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [في ذكر من لا تقبل منه الشهادة]

صفحة 471 - الجزء 4

  واخرج ابن حبان عن أبي بدرة قال سمعت رسول الله ÷ يقول «إن الكذب يسود الوجه والنميمة عذاب القبر».

  وأخرج البيهقي عن أبي بكر أن النبي ÷ قال: «الكذب مجانب للإيمان وأشده البهتان».

  دلت على أن غير المصدق بما أنزل الله وبما جاء به رسول الله ÷ ومن سيماه وخلقه الكذب: أنه لا تقبل شهادته

  وداخل في الافترا على الله من يفتي الناس بغير علم قال الله تعالى {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ}⁣[النحل: ١١٦]

  وقال في الكشاف في تفسير قوله تعالى {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ٥٩}⁣[يونس]: وكفى بهذه الآية زاجرة زجرا بليغاً عن التجوز فيما سئل عنه من الأحكام وباعثة على وجوب الاحتياط فيه وأن لا يقول أحد في شيء: جائز أو غير جائز إلا بعد إتقان وإيقان ومن لم يوقن فليتق الله وليصمت وإلا فهو مفتر انتهى.

  وأخرج أبو داود عن أبي هريرة مرفوعا من افتى بغير علم كان إثمه على الذي أفتاه

  ومن الافترا على رسول الله ÷ أن يحدث عنه بغير علم

  ومن الافترا الإدعاء إلى غير أبيه أو إلى غير مواليه فقد أخرج أحمد وابن ماجة «من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».

  وقوله تعالى {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ١١}⁣[القلم] الهماز الغياب الطعان في الأعراض وعن الحسن من يلوى شدقيه في أقفية الناس. والنمام ناقل الحديث من قوم إلى قوم على وجه السعاية والإفساد بينهم.