(فصل) [في ذكر من لا تقبل منه الشهادة]
  فلا تقبل شهادة النمام والهماز المعتاد لهما
  فقد أخرج البخاري ومسلم عن حذيفة أنه قال «سمعت رسول الله ÷ يقول: لا يدخل الجنة قَتَّات» وفي رواية «نمَّام» والقتَّات: هو الذي يسمع القوم وهم لا يعلمون.
  وأخرج الحاكم عن أبي موسى أنه قال رسول الله ÷ «من سعى بالناس فهو لغير رشده أو فيه شيء منها»
  وأخرج أبو الشيخ عن العلا بن الحارث أن رسول الله ÷ قال «الهمّازون واللَّمَّازون والمشَّاءون بالنميمة الباغون البزاء العيب يحشرهم الله تعالى في وجوه الكلاب».
  واللعان غير مقبول الشهادة وهو من يكثر اللعن ولو على نفسه وحقيقة اللعن هو الطرد والابعاد من رحمة الله فلا يجوز لشخص معين بطرق الجزم وأما بالشرط ان كان مظنة الاستحقاق فمكروه والأولى: توقيه وأما إذا كان اللعن بالشرط العام فلا بأس فقد قال ÷ «اللهم ما لعنت من لعن فعلى من لعنت» ... الحديث
  وقد أخرج البخاري ومسلم عن الضحاك أن النبي ÷ قال «لعن المؤمن كقتله»
  وأخرج مسلم عن أبي الدرداء قال «سمعت رسول الله ÷ يقول: «إن اللعانين لا يكونوا شهداء ولا شفعاء يوم القيامة» فإذا لم يكونوا شهداء ذلك اليوم لم يكونوا شهداء في الدنيا
  وأخرج أبو داود عن أبي الدرداء أنه قال سمعت رسول الله ÷ يقول «اذا لعن العبد شيأ صعدت إلى السما فتغلق أبواب السما دونها فتأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لُعِن إن كان لذلك اهلا وإلا رجعت إلى قائلها». وفي هذا الحديث إشارة إلى الكف عن لعن أي شيء كان وإن كان أهلا إلا أن يتهم بالموالاة لأعداء الله لتركه اللعن جاز فدفع التهمة عن النفس واجب والله اعلم.