(باب الإبرى)
(باب الإبرى)
  يقال برئت من الدين بَراءة ومن الألم بُرءاً وفي الشرع: إسقاط ما في الذمة أو دين بأحللت أو أبرأت ونحوه وأما لو قال: لا حق لي عليك فهو إقرار بخلوص ذمة المخاطب.
  والدليل على الإبرا قوله تعالى {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣٤}[آل عمران] قال في الكشاف: إذا جنى عليهم أحد لم يؤاخذوه.
  وروي «ينادي مناد يوم القيامة أين الذين كانت أجورهم على الله فلا يقوم إلا من عفا».
  قلت: وهذا شامل للإسقاط لما في ذمة الغير من حق أو دين وقوله تعالى: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ}[البقرة: ١٧٨] الآية وقوله تعالى {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ}[البقرة: ١٧٨] قال في الكشاف ذلك الحكم المذكور من العفو والدية تخفيف من ربكم ورحمة لأن أهل التوراة عليهم القصاص البتة وحرم العفو وأخذ الدية وعلى أهل الإنجيل العفو وحرم القصاص والديه وخيرت هذه الأمة بين الثلاث القصاص والدية والعفو توسعة لهم وتيسيراً انتهى وقال تعالى {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[البقرة: ٢٣٧] وغير ذلك من آيات العفو المقتضية للابرا.
  وعليه من السنة: ما رواه الإمام أبو طالب $ في أماليه قال: أخبرني أبي رحمة الله عليه قال: أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن علي بن نعمان عن اسحاق بن عمار عن جعفر بن محمد عن ابيه عن آبائه عن علي $ «أن رجلا أتى رسول الله ÷ قال: يا رسول الله إن أهل بيتي أبو إلا توثبا عليّ وقطيعة لي وشتيمة أفأرفضهم؟ قال إذا يرفضكم الله جميعا قال كيف أصنع؟ قال: تصل من قطعك