(باب الإبرى)
  وتعطي من حرمك وتعفو عن من ظلمك فإنك إذا فعلت ذلك كان لك من الله ظهير»
  وقال في أمالي الإمام المرشد بالله # أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين المقري قرائة عليه باصفهان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي بن عاصم بن المقري قال: حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين بن إسحاق الانطاكي قال حدثنا بقية بن الوليد عن صدقة بن عبد الله عن ابن أبي وهب عن مكحول عن أبي أمامة قال: «قال رسول الله ÷ إن الناس اليوم شجرة ذات جنى ويوشك أن يعود الناس شجرة ذات شوك، إن ناقدتهم ناقدوك، ولو تركتهم لم يتركوك، وإن هربت منهم طلبوك، فقلنا: كيف المخرج يا رسول الله؟ قال: تقرضهم من عرضك، ليوم فقرك».
  وأخرج أبو داود في السنن عن أبي هريرة قال: «كان رسول الله ÷ يجلس معنا في المسجد يحدثنا فإذا قام قمنا قياماً حتى نراه قد دخل بعض بيوت أزواجه فحدثنا يوما فقمنا حين قام فنظرنا إلى أعرابي قد أدركه فجذبه بردائه فحمر رقبته قال أبو هريرة: وكان رداء خشنا فالتفت فقال له الأعرابي: تحمل لي على بعيرَي هذين فإنك لا تحمل لي من مالك ولا من مال أبيك فقال النبي ÷: لا وأستغفر الله لا واستغفر الله. لا أحملك حتى تقيد من جبذتك التي جبذتني فكل ذلك يقول له الأعرابي والله لا أقيدكها فذكر الحديث ثم دعا رجلا فقال له: احمل له على بعيريه هذين على بعير شعيراً وعلى الآخر تمراً ثم التفت إلينا فقال: انصرفوا على بركة الله»
  وفي الجامع الصغير قال رسول الله ÷ «تجافوا عن عقوبة ذي المروة» قال: آخرجه ابو بكر بن المرزبان في كتاب المروة والطبراني في الكبير في مكارم الاخلاق عن ابن عمر.
  وفيه «قال رسول الله ÷: «تجافوا عن عقوبة ذي المروة إلا في حد من حدود الله» قال أخرجه الطبراني في المعجم الصغير عن زيد بن ثابت.
  قلت: وقد تقدم خبر قصة بني جذيمة ومصالحة أمير المؤمنين # لهم.
  وفيه دليل على أن الإبراء من الحقوق المجهولة صحيح إذا كان بمعلوم لان أمير المؤمنين سلم إليهم ما بقي من المال إلى مقابل الابراء مما علم الله أنهم يستحقونه.
  في البحر: ولا يصح الإبراء مع التدليس بالفقر وحقارة الحق لقوله ÷ «من