(باب حد الزاني)
  «خذوا عني: قد جعل الله لهن سبيلاً: الثيب بالثيب: جلد مائة ورجم بالحجارة، والبكر بالبكر: جلد مائة، ونفي سنة».
  وفيه: قال الله ø {وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}[النور: ٢] جلدٌ غير مبرح، ويشهد عذابها. يقول: خزيها طائفة من المؤمنين: بجمع لها الناس إذا جلدا.
  قلت: وقد تقدمت الأخبار في الحفر للمرجوم الى الثندوة والى السُّرة، وآثار يؤخذ منها كثير من أحكامها.
  ونزيد ذلك إيضاحاً بما ثبت في الجامع الكافي في رواية ابراهيم النخعي أن عليا # قال لقنبر يوم الجمعة: ناد من أراد أن يحضر عذاب هذه المؤمنة فليشهد عذابها اليوم. فأمر قنبرا فحفر لها حفيرة ثم قال: قومي يا امرأة فسوي عليك ثيابك، ثم انزلي إلى آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة فقامت فنزلت الحفيرة فقالت: اللهم جمعت علي عذاب الدنيا. فلا تجمع علي عذاب الآخرة. فبكا علي سلام الله عليه وبكا المسلمون، ثم أمر علي # قنبراً فوطأ، حولها حتى نشبت في الحفيرة. وفي حديث آخر حتى وارى يديها. وفي رواية زاذان أن عليّاً # أمر بها فحنطت في عباة. قال الشعبي: وأخذ الناس الحجارة وأحاطوا بها. فقال علي #: ليس هكذا الرجم. لا يقتل بعضكم بعضا. صفوا كا تصفون في الصلاة صفا خلف صف، ثم رمى، فقال للصف المقدم: ارموا، ثم قال للصف الثاني والثالث حتى فرغوا.
  وفي رواية القاسم بن عبد الرحمن قال: إني لأنظر إلى علي # حين رجمها قال: فحمد الله، وقال: يا أيها الناس: ان الرجم رجمان: رجم سِرّ ورجم علانية فأما رجم العلانية فيشهد الشهود فيبدأ الشهود فيرجمون، ثم الإمام، ثم الناس، ورجم السر فيشهد على المرأة ما في بطنها حبَلٌ أو اعتراف فيرجم الإمامُ ثم يرجم الناس. ألا وإني راجم فلا ترجموا ثم أخذ حجرا فتقدم فرماها وكان من أصوب الناس رمية بحجر فا أخطأ أصل إذنها ثم قال: انظروا حتى أجاوز ثم خلى بينهم وبينها. قال