الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب القول في حد القاذف)

صفحة 89 - الجزء 5

  ÷: «من قذف مملوكه وهو بريٌّ مما قال جلد يوم القيامة حدا إلا أن يكون كما قال».

  وأخرج الطبراني في الكبير عن واثلة قال: قال رسول الله ÷ «من قذف ذمياً حد له القيامة بسياط من نار».

  وأخرج أحمد عن أبي ذر قال: قال رسول الله ÷: «من زنى بامرأة لم يرها تزني جلده الله يوم القيامة بسوط من نار».

  وكون المقذوف لم تكمل الشهادة عليه بأربعة شهداء على أنه صدر منه ذلك الزنا، فإن كملت الشهادة عليه عدداً: لم يحد قاذفه ولو كان الشهداء غير عدول لقول الله تعالى {ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ}⁣[النور: ٤]. وفي شرح الهداية روى ان المغيرة بن شعبة وأبا بكره بن عبيد كانا متجاورين بالبصرة في دارين بينها طريق وكانا في مشرقتين متقابلتين في داريها في كل واحدة كوة مقابلة للآخرا، فاجتمع الى أبي بكره نفر يتحدثون في مشرقته فهبت الريح ففتحت كوة المغيرة فبصر أبو بكرة المغيرة وهو بين رجلي امرأة فقال: للنفر قوموا فانظروا فقاموا فنظروا ثم قال: أشهدوا. قالوا: ومن هذا؟ قال: أم جميل بن الأيتم. فقالوا: إنما نرى الأعجاز ولا ندري ما الوجه ثم انهم صمموا حين قامت فلا خرج المغيرة الى الصلاة وكان هو الذي يصلي بالناس لأنه حال أبو بكرة بينه وبين الصلاة وقالوا: لا تصل بنا. فكتبوا إلى عمر بذلك فبعث أبا موسى الأشعري أميرا وكتب إلى المغيرة: أما بعد: فإنه بلغنا عنك نبأ عظيم فبعثت أبا موسى أميراً فسلم ما في يدك، والعجل. فارتحل المغيرة وأبو بكرة وأولئك النفر وهم أخوه، نافع، وزياد، وشبل بن معبد، حتى قدموا على عمر فجمع بينهم وبين المغيرة فبدأ عمر بأبي بكرة فشهد عليه أنه رآه بين رجلي أم جميل وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة قال: كيف رأيتها؟ قال: استدبرتها. قال: رأيت رأسها؟ قال: تحاملت. ثم دعا بشبل فشهد مثل ذلك. قال: استددبرتها أو إستقبلتها؟ قال: استقبلتها. وشهد نافع بمثل شهادة أبو بكرة ولم يشهد زياد مثل شهادتهم بل قال رأيته جالساً بين رجلي إمرأة فرأيت قدمين مخضوبين يخفقان وإستين مكشوفتين وحفزاً شديداً. قال: أرأيت كالميل في المكحلة؟ قال: لا. قال: فهل تعرف المرأة؟ قال: لا