الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب حد السرقة)

صفحة 104 - الجزء 5

(باب حد السرقة)

  قال الله تبارك وتعالى {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٣٨}⁣[المائدة].

  في شرح الأحكام لابن بلال |. قال: أي يحيى # وروى الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس ¥ أن هذه نزلت في رجل من الأنصار يقول له طعمة بن أبيرق وكان سرق درعا من جار يقال له قتادة بن النعمان، وكانت الدرع في جراب فيه دقيق ثم خبأها عند رجل من اليهود يقال له زيد بن السمين فالتمست الدرع عند طعمه، فلم يوجد عنده فحلف لهم ما أخذها فقال صاحب الدرع: بلى والله قد أدلج علينا فأخذها وطلبنا أثره حتى دخل دار منزل اليهودي. فقال اليهودي دفعها إلى طعمة بن أبيرق وشهد له أناس من اليهود على ذلك فقالت بنو ظفروهم قوم طعمة: انطلقوا بنا إلى رسول الله ÷ فنكلمه في صاحبنا فيعذره ويجادل عنه فان صاحبنا بري وإلا هلك. فأتوا رسول الله ÷ فكلموه في ذلك وسألوه أن يجادل عن صاحبهم. قالوا: إن لم تفعل يهلك صاحبنا ويبرأ اليهودي. فهم رسول الله ÷ أن يفعل وان يعاقب اليهودي فأنزل الله آيات في سورة النساء من قوله تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ١٠٥}⁣[النساء] وقوله تعالى {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ}⁣[النساء: ١١٣] وقوله تعالى {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}⁣[المائدة: ٣٨] نزلت في طعمة هذا حين سُرقت الدرع.

  وقال في أمالي أحمد بن عيسى @: حدثنا محمد قال: حدثنا علي بن منذر: حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا إسماعيل بن مسلم عن الحسن قال: سرقت امرأة على عهد رسول الله ÷ فأتوا أم سلمة يستشفعون بها على النبي ÷ «فقال رسول الله ÷ والذي نفسي بيده لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعت يمينها».