(فصل)
  الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}[الحشر: ١٠] الآية فخص الدعا للميت والاستغفار له بأن ذلك يلحق. وقد ادعى الحاكم الاجماع وكذا النووي والإمام يحيى # وعلل بان الدعا كالشفاعة. ونقل في الشفا عن المنصور بالله # أن ما يفعله الولد من وجوه الخير للوالدين فإنه يلحقهما ثوابه وهما مخصوصان من ساير الأقارب وهو الأولى.
  ويدل على ذلك: ما في أمالي أحمد بن عيسى @: حدثنا محمد قال: حدثنا عبد الله بن موسى عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله ÷: «إذا مات العبد انقطع عمله فلم يتبعه إلا ثلاثة صدقة جارية أو ولد صالح يستغفر له بعده أو علم علمه عمل به بعده فهو يكتب له».
  وفيه: وحدثنا محمد قال: حدثنا أبو الطاهر قال. حدثنا أبو طلحة قال: حدثنا عمرو بن طلحة، عن اسباط، عن نصير، عن رجل سماه، عن عكرمة عن ابن عباس قال: مر رجل بحجر فنحاه عن الطريق وقال: اللهم هذا عن أبوي فغفر الله لهما وادخله الجنة.
  وما في الشفا وهو قول النبي ÷: «إذا مات الرجل انقطع عمله إلا عن ثلاثة صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له»، وقد أخرجه مسلم عن أبي هريرة وغيره.
  وفي أمالي الإمام المرشد بالله # قال: أخبرنا محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي قال: حدثنا محمد بن غالب قال: حدثني عبد الصمد يعني ابن عبد الوارث قال: حدثنا مسلم عن العلا عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي ÷ قال: «إذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاثة: صدقة جارية أو عمل صالح ينتفع به أو ولد صالح يدعو له»، وفي رواية له عنه ان رسول الله ÷ قال: «إذا مات الميت انقطع عمله الا من ثلاثة ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية أو علم ينتفع به».
  وفي الشفا خبر: وروي أن سعد بن عبادة خرج مع رسول الله ÷ في بعض مغازيه فحضرت الوفاة أمه فقيل لها أوصي فقالت: فيما أوصي؟ إن المال مال سعد