(باب صفة الإمام الذي تجب طاعته)
  نبي الله ÷ من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير خم بين مكة والمدينة فأمر بالدوحات فَقُمَّ ما تحتهن من شوك ثم نادى: الصلاة جامعة فخرجنا الى رسول الله ÷ في يوم شديد الحر حتى انتهينا إلى رسول الله ÷ فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال: «الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا» ثم ساق الخطبة وحديث الثقلين ثم اخذ بيد علي بن ابي طالب فرفعها وقال: «من كنت وليه فهذا وليه. اللهم والٍ من والاه، وعاد من عاداه». قالها ثلاثا آخر الخطبة.
  قلت: بهذه الطرق الكثيرة والأخبار الشريفة الشهيرة المتظافره قام البرهان على صحة حديث الغدير الشريف وتواتره ولله الحمد في الأولى والأخرة.
  قال في هداية العقول الى شرح غاية السئول ما لفظه:
  واما حديث المنزلة فمثل:
  ما أخرج مسلم عن سعد بن أبي وقاص والترمذي عن جابر بن عبد الله عنه ÷ «انه قال لعلي: أنت مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».
  وما أخرجه أحمد في مسنده والبخاري ومسلم في صحيحيهما والترمذي وابن ماجه عن سعد بن أبي وقاص عنه ÷ انه قال: «يا علي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى إلا انه ليس بعدي نبي».
  وما أخرجه أبو بكر المطيري في جزئه عن أبي سعيد الخدري عنه ÷ انه قال: «علي مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».
  وما أخرجه أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه عن ابن عباس ® «عنه ÷ أنه قال لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هروون من موسى إلا انك ليس بني، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي».