الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب صفة الإمام الذي تجب طاعته)

صفحة 395 - الجزء 5

  الغضب في وجهه الكريم ÷ فقال: لتنتهين يا قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم قد امتحن الله قلبه للايمان يضرب رقابكم على الدين قالوا يا رسول الله: أبو بكر؟ قال: لا. قيل: عمر؟ قال: لا. ولكن خاصف النعل في الحجرة». ثم قال علي #: «أما إني قد سمعت رسول الله ÷ يقول: لا تكذبوا علي فمن كذب علي متعمد أولجته النار».

  وفي مسند أحمد بن حنبل ايضا عن يزيد بن يَشَيْع قال «قال رسول الله ÷: لتنتهين بني وكيعة اولا بعثن عليهم رجلا يمضي فيهم امري يقتل المقاتلة ويسي الذرية قال فقال أبو ذر فما راعني الا برد يد عمر في حجزتي خلفي قال: من تراه يعني؟ قلت: ما يعنيك ولكنه يعني خاصف النعل يعني عليا #».

  وفي مسند أحمد بن حنبل أيضا عن أبي سعيد الخدري قال: «كنا جلوسا في المسجد فخرج علينا رسول الله ÷ وعلي في بيت فاطمة & فانقطع شعس نعل رسول الله ÷ فأعطاه عليا يصلحها ثم جاء فقام علينا ثم قال: ان منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. قال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا. قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا ولكن خاصف النعل» قال اسما عيل فحدثني: نشد يعني عليا # بالرحبة فأتاه رجل يا أمير المؤمنين: هل كان من حديث النعل شيء قال: وقد بلغك؟ قال: نعم. قال اللهم انك تعلم أنه كان ما يحببني الى رسول الله ÷.

  وفيه عن عبد الله بن حنطب قال «قال رسول الله ÷ لوفد ثقيف حين جاءوه: لتُسْلِمُنَّ أولا بعثَنَّ عليكم رجلا مني أو قال مثل نفسي فليضربن أعناقكم وليسبين ذراريكم وليأخذن أموالكم. فقال عمر والله ما اشتهيت الإمارة الا يومئذ فجعلت انصب صدري له رجاء أن يقول هذا فالتفت إلى علي # فأخذ بيده فقال: هو هذا: هو هذا مرتين».

  وقد كثرت الطرق الصحيحة بان عليا # خليفة رسول الله ÷ في أحاديثٍ لم نذكرها إنما هذه المذكورة قطعة من براري، لا تقطع مسافتها في طيرانها النسور، وقطرة من السبعة البحور، من فضائل أبي شبر وشبير خليفة البشير النذير ÷ في كل حين آمين.