الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب صفة الإمام الذي تجب طاعته)

صفحة 396 - الجزء 5

  ولقد صح وثبت أن عليا #: منزلته من النبي ÷ بمنزلة هرون من موسى إلا النبوة، فقد ثبت له حق الخلافة العظما ومنصبها الأسنى فلو عدلت بنو إسرائيل عن هرون وكان موجوداً لم تتقدم وفاته على موسى @ لكان الخطب جسياً ولارتكبوا بهتانا عظيما.

  ولكن يحمل من تقدم على أمير المؤمنين على # على عدم التأمل منهم لوجوه الدليل، أو على خوف أن ينجم من أهل النفاق لو تقدم أمر لا يستطاع إلى رده من سبيل، {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ٤٦}⁣[الزمر].

  ثم بعده ولده الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب.

  ثم بعده أخوه وصنوه الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب $.

  قال في خطبة كتاب الأحكام فإذا فهم ولاية أمير المؤمنين واعتقدها وقال في كل الأمور سرا وعلانية بها وجب عليه التفضيل والاعتقاد والقول بإمامة الحسن والحسين الإمامين، الطاهرين، سبطي الرسول المفضلين، الذين أشار إليهما الرسول ودل عليهما وافترض الله حبهما وحب من كان مثليها من خير بَيْتِهما حين يقول الله الرسول ÷ {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣] قلت: وقد تقدم في أوائل الاعتصام من أن نزول هذه الآية الكريمة في وجوب مودة العترة الكرام ما يكفي ويشفي فكيف يوجب الله مودتهم ولا يوجب الدخول تحت أمرهم فلو فُرِضَ هذا لكان منافيًا لفطرة العقل ومصادما لما صح من صحيح الشرع والنقل قال الشاعر:

  لو كان حبك صادقا لأطعته، ... إن المحب لمن يحب مطيع،

  وقال في أمالي الإمام المرشد بالله #: حدثنا السيد الإمام أدام الله تأييده قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن زيده قرائة عليه باصفهان وأنا أسمع قال: أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا الحضرمي قال: