الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب صفة الإمام الذي تجب طاعته)

صفحة 403 - الجزء 5

  وأخرج مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم ¥ من حديث: «أنه قال عليه الصلاه والسلام أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وإني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى أخطأه ضل ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي وفيه فقلنا: ومن أهل بيته نساؤه؟ فقال: لا. أيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده».

  وفي رواية (آل علي وآل عقيل وآل عباس) انتهى.

  ولا يخفى أن هذا اجتهاد من صحابي وإلا فأهل البيت هم الذين أشار اليهم النبي الذي لا ينطق عن الهوى ÷ من حديث الكسا بقوله «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهير».

  وقد تقدم ذكره وروايته في صدر الكتاب وأمير المؤمنين أكبر أهله عليه ÷، وعليه من الأدلة ما لا ينحصر.

  منها ما أخرجه الترمذي وحسنه أنه لما أرسل النبي ÷ عليا كرم في الجنة بعد أبي بكر بسورة براءه قال ÷: لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي والنبي ÷ لا يعدل إلى المفضول مع وجود الأفضل.

  وأخرج الحاكم عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «خيركم خيركم لأهلي».

  وأخرج ابن ماجه عن العباس بن عبد المطلب أن رسول الله ÷ قال: «مابال أقوام إذا جلس إليهم احد من أهل بيتي قطعوا حديثهم والذي نفسي بيده لا يدخل قلب امراء الإيمان حتى يحبهم لله والقرابتي».

  قلت: فإذا كان هذا الوعيد على قطع الحديث عنهم فكيف حال من أعرض عن إجابة داعيهم إلى الله تعالى.

  وفي الكشاف للزمخشري | في تفسير سورة البلد: فإن قلت ما المراد بوالد وما ولد قلت رسول الله ÷، ومن ولده أقسم ببلده الذي هو مسقط رأسه