الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب صفة الإمام الذي تجب طاعته)

صفحة 406 - الجزء 5

  وغير الحر لقوله تعالى {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ}⁣[النحل: ٧٥] فكيف يولى على الرقاب من يقدر أن ينفع نفسه بلا شك ولا ارتياب؟.

  وفي الشفا ويدخل في الجملة أن يكون قوياً على الأمر ولا يكون معه ضعف يمنعه ولا آفَةٌ تقعده ولا جراحة تنفر المسلمين عن قربه.

  ويدل على اشتراط هذه الشروط سوا كونه فاطميا إجماع الصحابة على اشتراطها.

  قلت: وينبغي له تحسين خُلقه.

  أخرج في الموطأ أن معاذ بن جبل قال: خير ما أوصاني به رسول الله ÷ ورجلي في الغرزان قال: «أحسن خلقك للناس معاذ بن جبل».

  وأن يكون تاركا لما لا يعنيه.

  أخرج في الموطأ عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سلام الله عليهم ان رسول الله ÷ قال: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».

  وأخرج عن يحيى بن سعيد أنه قال ينبغي أن المرء يدرك بحسن خلقه درجة القايم بالليل الظامي بالهواجر.

  وفيه عن مالك أنه بلغه أن رسول الله ÷ قال: بعثت لأتمم حسن الأخلاق.

  وفي أمالي الامام أبي طالب يحيى بن الحسين الهروني سلام الله عليه قال: حدثنا عبد الله بن محمد الكرخي قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي اسامة قال: حدثنا يزيد بن هرون قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ÷ «البر والصلة وحسن الخلق عمارة للديار وزيادة في الأعمار».

  وفيه قال: حدثنا أبو محمد عبد الله القاضي ببغداد قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد، قال حدثنا أبو داود، وسليمان بن الأشعث السجستان، قال: حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي قال: حدثنا أبو كعب أيوب بن محمد السعدي قال: