الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل)

صفحة 407 - الجزء 5

  حدثنا سليمان بن حبيب المحاربي عن أبي أمامة قال: قال رسول الله ÷ «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لِمَنْ ترك المرآء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه».

(فَصْلٌ)

  والطريق إليها هي الدعوة قال الله تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ}⁣[فصلت: ٣٣] الآية. وقال تعالى {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}⁣[آل عمران: ١٠٤].

  وفي الأحكام قال يحيى بن الحسين #: من حكم بحكم الله في العباد وأصلح البلاد من أهل بيت النبي المصطفى فهو خليفة الله العلي الأعلى إذا كانت فيه شروط الإمامة، وعلاماتها، وحدودها، وصفتها، وفي ذلك ما بلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: «من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه وخليفة كتابه وخليفة رسوله» وفي الجامع الكافي عن أبي جعفر محمد بن علي قال: من حبس نفسه لو اعيتنا وكان منتظرا لقائمنا كان كالمشحط بين سيفه وترسه في سبيل الله.

  وفي شرح التجريد روى عن النبي ÷ أنه قال: «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يحبها أكبه الله على منخريه في النار».

  وفي الجامع الكافي: قال الحسن بن يحيى #: الإمامة في ولد الحسن والحسين وقال محمد: بلغنا عن النبي ÷ أنه قال «الأئمة من قريش ما إذا حكموا عدلوا وإذا قسموا أقسطوا وإذا استرحموا رحموا فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين».

  وفي الشفا خبر: وروى عن عبد الله بن عمر عن النبي ÷ انه قال «لخليفتي على الناس السمع والطاعة، ما استرحموا فرحموا، أو حكموا فعدلوا، وعاهدوا فوفوا، ومن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين».