(باب فضل الإمام العادل)
  ولسانه فقد أنكره بخصلتين ومن أنكر المنكر بقلبه ولسانه ويده فقد أنكر بالحق كله ألا أنبئكم بميت الأحياء: من لم ينكر المنكر بقلبه ولا بلسانه ولا بيده».
  دلت هذه الأخبار على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسيأتي ذكر شروطه في آخر الكتاب(١)
(١) قلت ولم يذكر الوالد الصفي عافاه الله شيئاً من كتب الحديث في هذا الباب وها أنا أذكر ما وجدته ..
أخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي واللفظ لمسلم عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان» ولفظ أن رسول الله ÷ قال «ومن رأى منكم منكراً فغيره بيده فقد بري ومن لم يستطع أن يغير بيده فغيره بلسانه فقد برى ومن لم أن يغيره بلسانه فغيره بقلبه فقد برى وذلك اضعف الايمان» وأخرج مسلم عن عبد الله ابن مسعود أن رسول الله ÷ قال «هما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعده خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل»، وأخرج أبو داود والترمذي عن ابن مسعود قال قال رسول الله ÷: «إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ما ودع تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ٧٨}[المائدة] إلى {فَاسِقُونَ ٢٧}[الحديد] ثم قال: كلا والله لتأمرون بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتاطرته على الحق إطرا أو التقصرنه على الحق قصراً»، زاد في رواية «أو ليضرين الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم»، هذا لفظ أبي داود وفي لفظ آخر للترمذي أن رسول الله ÷ قال «لما وقع النقص على بني اسرائيل كان الرجل منهم يرى أخاه على الذنب فينهاه عنه فإذا كان من الغد لم يمنعه ما رآه منه أن يكون أكيله وشريبه وخليطه فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ونزل فيهم القرآن فقال {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ٧٨}[المائدة]، وقرأ حتى بلغ إلى قوله {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ٨١}[المائدة] قال: وكان متكئاً فجلس فقال: لا. حتى تأخذوا على يد الظالم فتأطروه على الحق إطرا» وأخرج الترمذي وأبو داود عن قيس بن أبي حزم قال: قال أبو بكر بعد أن حمد الله وأثنى عليه يا آيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}[المائدة: ١٠٥] وإنما سمعنا رسول الله ÷ يقول «إن الناس إذا رَأَىوُا الظالم فلم يأخذوا على يديه أُوشِكَ أَن يَعمَّهم الله بعقاب»، وإني سمعت رسول الله ÷ يقول «ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا فلا يغيرون إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب».
وأخرج أبو داود عن جرير بن عبد الله قال: سمعت رسول الله ÷ «يقول ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا عليه ولا يغيرون إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا».
وأخرج الترمذي عن حذيفة عن النبي ÷ قال «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم».
وأخرج أبو داود عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله ÷ يقول «إنكم منصورون ومصيبون ومفتوح عليكم فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر ومن كذب علي متعمداً فليتبوا مقعده من النار»، وأخرج أبو داود والترمذذي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ÷ «إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر أو أمير جائر» هذا لفظ الترمذي ولفظ أبي داود «أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر أو أمير جائر». =